سياسة

حركة النّهضة وقلب تونس..الحزبان المتصارعان علنا المُتحابّان سرّا

بعد خروجه بيوم واحد من السّجن حلّ رئيس “قلب تونس” ومرشّحه في الإستحقاق الرئاسي الفارط، نبيل القروي ضيفا في أحد البلاتوهات التلفزية أين أكّد، لا بل أصرّ على البحث على الكاميرا الموجّهة صوبه ليقول للشعب التونسي أنّه لا مجال لتحالف حزبه مع حركة النّهضة.

هذا الموقف لم يتوانى قياديو “قلب تونس” عن ترديده أيضا في مختلف المناسبات، فبالنّسبة إليهم الأمر محسوم والمسألة مفروغ منها، ”حركة النّهضة ليست مثلهم ولا تتقارب معهم في التوجّهات والأفكار ومن المستحيل وضع اليد في اليد بين الطرفين”.

من جانبها أكّدت حركة النّهضة ذلك فخلال إحدى الندوات الصحفية التّي عقدتها خلال الأسابيع الفارطة للإعلان عن مشروع وثيقة التعاقد الخاصّة بالحكومة المُقبلة، طلّ الناطق الرّسمي بإسم الحزب، عماد الخميري ليتحدّث عن أين وصلت مُشاورات حزبهم مع مختلف الأطراف بخصوص الحكومة المُقبلة، أين تحدّث عن تطوّرها وتقدّمها بصفة رسمية مع كلّ من التيار الديمقراطي وحركة الشعب، وعن مشاورات قادمة مع “تحيا تونس”..

أمّا بخصوص الأحزاب التّي وضع أمامها علامة المنع في هذا السباق الخاص بالحكومة فأشار الخميري إلى أنّها كلّ من “حزب عبير”، وفق تعبيره بإعتباره حزب رجعي متمسّك بالمبادئ الديكتاتورية و”قلب تونس” نظرا لأنّ حركة النّهضة لا يُمكنها أن تتحالف مع الفاسدين على حد قوله.

هذا الموقف تمّ تأكيده من قبل أغلب قياديي الحزب الفائز في الإستحقاق التشريعي خلال تصريحاتهم الإعلامية ولقاءاتهم التلفزية، حيث كانوا يُشدّدون على أنّ “قلب تونس” غير معني بالتشاور أو النّقاش معه بخصوص الحكومة المُقبلة.

حتّى أنّ الصّفحة الرّسمية لحركة النّهضة على غرار الصّفحة الرّسمية لرئيسها راشد الغنوشي حرصت على نشر صور مختلف المشاورات الذي جرت في الأيّام الفارطة منذ الإعلان عن النتائج الأولية للإنتخابات التشريعية ولم نُشاهد في هذه الصور ملامح لأحد أعضاء قلب تونس أو حتّى لشعار الحزب.

لكن فجأة ودون سابق انذار تحصّل رئيس حركة النّهضة أمس الخميس خلال الجلسة الممتازة العامة الإفتتاحية للمدّة النيابية 2019-2024 على أغلبية أصوات الناخبين ليتحصّل بذلك على رئاسة البرلمان، ولتكون القيادية عن “قلب تونس” نائبه الأوّل إثر تحصّلها على 109 صوت من جملة 217 صوت في نفس الإنتخابات.

هذه النتيجة أفرزت تساؤلات عدّة وردود فعل مختلفة في صفوف السياسيين على غرار تصريح الأمين العام لحركة الشّعب زهير المغزاوي الذّي شدّد على كون مشاورات النّهضة معهم ومع التيّار الديمقراطي كانت لتمويه الرأي العام عن مشاورات سرية أجرتها مع “قلب تونس” وكانوا على علم بها.

الحزبين المتصارعين علنا والمتحالفين المتقاربين سرا.. قلب تونس وحركة النّهضة لم يدل أيّ منهما بتصريحات أو ردود إثر ما أفرزته إنتخابات مجلس نوّاب الشّعب، وكأنّ بكلا الطرفين بلغ مراده وخيّر بعد ذلك الصمت..صمت قد لا يطول في الأيّام القليلة القادمة فالأكيّد أنّه سيتم كسره بالأصوات التّي ستتعالى داخل قبّة البرلمان الذّي يبدو أنّه سيشهد جولات طويلة من الصراعات الحزبية لعلّ أبرزها تلك التّي اندلعت أمس بين الغنوشي وعبير موسي.

 

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى