إنتخابات 2019

مرّة أخرى..تونس تضرب موعدا مع التاريخ عبر المناظرة بين سعيّد والقروي

في حدود الساعة التاسعة من ليلة البارحة الجمعة 11 أكتوبر 2019، كان أغلب التونسيين أمام الشاشات لمُتابعة “الطريق إلى قرطاج” وهو برنامج تلفزيوني دام قرابة الساعة والنّصف، وهو عبارة عن مناظرة بين المرشّحين للدّور الثاني من الإنتخابات الرئاسية.

هذا البرنامج هو من تنظيم التلفزة الوطنية التونسية بالتعاون مع مبادرة “مناظرة”، تناظر فيها كلّ من المرشّج المُستقلّ قيس سعيد مع رئيس ومرشّح حزب “قلب تونس” نبيل القروي من خلال الإجابة على مجموعة من الأسئلة في محاور مختلفة.

المرشّح المُستقلّ وإن لم يقدّم إجابات واضحة وكافية حول بعض المسائل، حيث لم يكشف عن برنامج واضح متضمّن لنقاط محدّدة سيعمل على تطبيقها خلال عهدته الرئاسية وكان مصرّا على الإرتكاز على مبدأ إرادة الشعب، إلاّ أنّه كان واثقا من نفسه ومتمكّنا من إجابات قدّمها ويبدو أنّه مقتنع بها تمام الإقتناع.

قيس سعيّد أكّد أنّ داعمه الوحيد هو الشباب والشعب التونسي، تحدّث بطلاقة بالفصحى وبوضوح بالعامية التونسية، وهو أمر لم نألفه كثيرا لدى المرشّح المتعوّد بتقديم خطاباته باللّغة العربية القحّة.

أستاذ القانون الدستوري شدّد على أنّه لا يُحبّذ تقديم وعود كاذبة للتونسيين ربّما لن يقدر على تحقيقها بل تمسّك بموقفه القائم على ضرورة تمكين الشّعب من القدرة على إصلاح المنظومات بنفسه، وهو أمر اعتبره منافسه بسخرية “رومنسيّة”

اعتبر قيس سعيّد  التطبيع مع اسرائيل، وهو أحد أبرز محاور المناظرة خيانة عُظمى، نفى أيضا أن يكون حليفا لحركة النّهضة أو من أنصارها مثلما يروّج له العديد من الأطراف، أمّا بخصوص ما تمّ تداوله حول امتلاكه لعقارات باهضة الثّمن فأوضح سعيّد ذلك بالقول إنّ كلّ ما في الأمر أنّه وأشقاءه باعوا منزل والدهم والوثائق القانونية موجودة لكلّ من يرغب في التثّبت من ذلك.

العديد من التونسيين كانوا يودّون لو تمّ طرح سؤال يتعلّق بملفّ الحريّات الشّخصية والفردية على سعيّد حتّى يكشف ما يفكّر فيه بخصوص هذه المسألة لتتّضح بذلك الصورة في أذهانهم بشكل أفضل، لكنّ المناظرة لم تُمكّنهم من ذلك.

في المُقابل مرشّح حزب “قلب تونس” نبيل القروي، يبدو أنّ التغيير لا يتلائم معه ويعتاد الأماكن كثيرا ولا يفضّل تغييرها، فالقروي الذّي اعتدناه يُقدّم خطابات رنّانة في ستديو “خليل القروي برادس”، يدا مرتبكا وغلب عليه توتّر لم يتمكّن من إخفائه.

لعلّ كلّ مُطلّع على أساسيات الإتّصال، يتأكّد من ذلك، من خلال إعادته لبعض الكلمات، إلى جانب عدم ثباته وتحريكه المستمرّ لكأس الماء الذّي كان أمامه في طاولة المُناظرة.

القروي المتعوّد بتقديم خطابات طويلة، كان ليلة البارحة يكتفي بتقديم إجابات مقتضبة وقصيرة، ما يجعل من الصحفيين يُذكّرونه في كلّ مرّة أنّه لازال لديه وقت لتفسير موقفه أكثر.

مرشّح حزب قلب تونس كشف أنّه لا يملك تصوّرا واضحا لجلّ محاور المناظرة، فكان في كلّ مرّة يُذّكر بضرورة القطع مع الفقر ومقاومته وهي الركيزة التّي انطلق منها ومكّنته من بلوغ ما بلغه في هذا الإستحقاق الإنتخابي.

يُذكر أنّ هذه المُناظرة خلّفت ردود فعل متتباينة ولعلّ أغلبها طريف، في صفوف روّاد مواقع التواصل الإجتماعي، حيث انتشرت التدوينات المعلّقة على هذا اللّقاء الثنائي وكلّ منها تحمل في طيّاتها تعبير عن رأي مخالف للآخر.

وتكون هذه المُناظرة التلفزية الثنائية هي آخر الخُطوات قبل يوم الإقتراع، غدا الأحد 13 أكتوبر 2019، أين سيتوجّه التونسييون لمكاتب الإقتراع لإختيار رئيسهم الجديد، وليواصلوا بناء مسار ديمقراطي تونسي، لم نشهد مثيلا له في بقيّة الدّول العربيّة على الأقل.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى