أزمة تكلفة المعيشة في المملكة المتحدة تؤدّي إلى زيادة في مستويات الفقر والقلق

وفقا لمقال حديث في صحيفة “الغارديان”، تواجه المملكة المتحدة حاليًا أسوأ أزمة في تكلفة المعيشة منذ أربعين عامًا. وتبرز تجليات هذا التضخم المستمر بوضوح في حياة البريطانيين، مع استمرار الأسعار في الارتفاع بلا هوادة.

حيث توقفت بعض المتاجر المحلية في لندن عن عرض أسعار بعض السلع منذ عامين، وقد بدأ الأمر مع بائعي الأسماك بالمتاجر الفاخرة، ولكن بعد ذلك انتشرت هذه الممارسة إلى المتاجر الصغيرة وبائعي الخضار، مع قاعدة زبائن أوسع، وإلى المشتريات اليومية مثل الفواكه والخضروات.

*اعتقادات خاطئة حول التضخم:

كثيراً ما يساء فهم ظاهرة التضخم من جانب الرأي العام البريطاني، حيث يخطئ الكثيرون في اعتقادهم أنّ انخفاض التضخم يعني انخفاض الأسعار، في حين أنّ الأمر ببساطة هو زيادة أبطأ في التكاليف.

وحتى الحكومة تبدو في بعض الأحيان وكأنها تشجع هذا الخطأ، ففي شهر جويلية الفارط قال الوزير ريشي سوناك، متفائلًا إن خفض التضخم سيمنح الناس المزيد من الأموال لإنفاقها، في حين اعتبر الخبراء هذا الرأي مفرطًا في التفاؤل.

*مناخ اقتصادي صعب:

تبدو الإحصائيات مُثيرة للقلق، فرغم انخفاض التضخم بشكل طفيف، إلاّ أنّه لا يزال أعلى مما هو عليه في العديد من البلدان المماثلة. حيث تجدر الإشارة إلى أن تكلفة الخدمات ارتفعت بنسبة 6% سنويا وهي نسبة تعتبر مرتفعة مقارنة بالسنوات الفارطة.

وتُرجع الحكومة هذا الانخفاض النسبي في التضخم إلى عوامل عالمية وليس إلى سياساتها الخاصة، وهو ما يدلّ عدم السيطرة على هذه الديناميكيات الاقتصادية.

*توقعات بتزايد نسب التضخم:

يتوقع  ذات المقال أنّ العديد من العوامل قد تساهم في تفاقم الوضع التضخمي في المملكة، على غرار الظروف الجوية القاسية والسياسات الضريبية، مثل تجميد مستويات الضرائب، والتي تتسبب في الضغط على الموارد المالية للأسر في المملكة المتحدة.

كما بدأت عواقب الخيارات السياسية السابقة وخصخصة الخدمات الأساسية مثل المياه تظهر بشكل أكثر حدة.

*تكلفة المعيشة تؤدّي إلى انقسام المجتمع: الأزمة الحالية تزيد من حدة تفاقم حالة الطوارئ الاجتماعية والتي تفاقمت بسبب سنوات من التقشف وعدم الزيادة في الأجور. فبالنسبة للطبقة المتوسطة، تشهد عادات الاستهلاك تحولاً جذرياً من خلال التحول من التمتع الفوري إلى مقارنة دقيقة للأسعار والتكاليف. وبالنسبة للكثيرين الآخرين، فقد أصبح واقع المملكة المتحدة الأكثر تكلفة أمرًا طبيعيًا جديدًا يصعب قبوله.