البابا ترامب؟ صورة افتراضية نشرها الرئيس الأمريكي تُشعل مواقع التواصل

أشعل دونالد ترامب مجددًا منصات التواصل الاجتماعي. فقد نشر الرئيس الأميركي، مساء أمس، على منصته الخاصة، صورة مولّدة بالذكاء الاصطناعي تُظهره مرتديًا اللباس البابوي، جالسًا بجلال على عرش الفاتيكان. من دون تعليق، من دون توضيح: مجرد صورة سريالية، لكنها مشحونة بالرمزية.

وتأتي هذه الخطوة الاستفزازية بعد أيام قليلة فقط من تصريح ترامب الذي جاء، كعادته، ممزوجًا بالسخرية والتحدي، حين قال: «أود أن أكون بابا. سيكون خياري الأول»، وذلك ردًّا على سؤال صحفي حول مرشحه المفضل لخلافة البابا فرنسيس، الذي توفي يوم الاثنين الفائت، في عيد الفصح، عن عمر ناهز 88 عامًا.

وقد بدت هذه العبارة، في بادئ الأمر، وكأنها نكتة عابرة، إلا أن نشر هذه الصورة الرقمية أضفى عليها بعدًا آخر. وتزداد رمزية التوقيت حين نعلم أن البابا فرنسيس، في اليوم السابق لوفاته، كان قد استقبل لفترة وجيزة نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، الكاثوليكي المتحوّل، والعضو البارز في التيار المحافظ. وجاء هذا اللقاء في سياق متوتر، على خلفية الانتقادات اللاذعة التي وجّهها الحبر الأعظم لسياسة الهجرة التي تنتهجها إدارة ترامب، واصفًا إياها بأنها عامل «أزمة كبرى».

ومنذ عودته إلى السلطة في 20 جانفي، لم يتوقف ترامب عن اجتذاب الأضواء بإعلانات صادمة، ومواقف حادة، وتصريحات إعلامية مثيرة للجدل. أما تدخله الرمزي، ولو عبر صورة، في أقدس الحقول الروحية لدى الكاثوليك حول العالم، فلن يمرّ دون إثارة جدل واسع، واستنكار، وربما انبهار أيضًا.

صورة «البابا ترامب» قد لا تكون سوى تركيب ساخر… لكنها تكشف، قبل كل شيء، إلى أي مدى ما زال الرئيس الأمريكي يخلط بين السياسة والتواصل والاستعراض المسرحي.