ترأس الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، يوم الأحد 20 أفريل 2025، اجتماعًا حاسمًا لمجلس الوزراء في قصر المرادية، شهد الإعلان عن سلسلة من القرارات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الهامة.
ومن بين أبرز هذه الإجراءات، قرار بتخفيض سن التقاعد للمعلمين في المراحل التعليمية الثلاث – الابتدائي، المتوسط والثانوي – بثلاث سنوات. ويأتي هذا القرار المنتظر بشدة من قبل الأوساط النقابية والتربوية استجابةً لتفاقم الضغوط المهنية التي تواجه العاملين في هذا القطاع، وسعيًا لإطلاق عملية تجديد للأجيال داخل سلك التعليم.
اقتصاديًا، أمر الرئيس تبون بتفعيل شباك موحد مخصص للاستثمار، يتمتع باستقلالية في اتخاذ القرار، وذلك في غضون شهر. ويهدف هذا الجهاز إلى كسر التعقيدات البيروقراطية التي تعيق ديناميكية الاستثمار في الجزائر، من خلال توحيد الإجراءات ضمن هيكل أكثر مرونة وفعالية.
وفي خطوة استراتيجية أخرى، تم الإعلان عن إنشاء هيئتين مختصتين في عمليات الاستيراد والتصدير، في أجل لا يتعدى شهرًا أيضًا. وتندرج هذه المبادرة ضمن توجه نحو إدارة مؤسساتية أكثر فاعلية لهذه العمليات الحيوية، في سياق سعي الاقتصاد الجزائري إلى التنويع والانفتاح.
تعديل وزاري على مستوى القمة: مسبح وبوخاري خارج الحكومة
بالتوازي مع هذه القرارات، تم تسجيل مغادرتين بارزتين من الفريق الحكومي، بحسب ما ورد في العدد الأخير من الجريدة الرسمية (رقم 22). فقد تم إنهاء مهام محمد شفيق مسبح، مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالشؤون السياسية والشباب والمجتمع المدني والأحزاب. ويُعد مسبح، وهو إطار سابق في الجيش الوطني الشعبي، من الأسماء التي كانت ترمز لتوازنات دقيقة بين المدني والعسكري في السلطة، ما يجعل خروجه مؤشرًا على تحولات لافتة في هذا السياق.
أما التغيير الثاني، فيطال وزارة التجارة الخارجية وترقية الصادرات، حيث غادر محمد بوخاري منصبه ليخلفه كمال رزيق. ويُنظر إلى عودة رزيق إلى الواجهة على أنها خطوة مدروسة في سياق السعي لفتح أسواق جديدة على الصعيد الدولي.
من خلال هذه الحزمة من الإجراءات، يبدو أن الرئيس تبون يسارع في تنفيذ أجندته الإصلاحية، جامعًا بين الاستجابة للمطالب الاجتماعية، والتحديث الإداري، وإعادة ترتيب المشهد السياسي.
وتعزز هذه القرارات صورة رئيس عازم على ترك بصمته في النصف الثاني من ولايته، عبر رسائل واضحة موجهة إلى الداخل والخارج: للشعب، وللمستثمرين، وللساحة الدبلوماسية.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات