الحكومة الأمريكية تسعى لتفكيك نشاط إعلانات غوغل

واشنطن – 3 ماي 2025 – قدمت الحكومة الأمريكية، يوم الجمعة، طلبًا رسميًا لتفكيك النشاط الإعلاني لشركة غوغل، وذلك بعد أن قضت العدالة بأن عملاق التكنولوجيا مذنب بارتكاب ممارسات احتكارية في قطاع الإعلانات الرقمية.

ومن المنتظر صدور القرار النهائي في سبتمبر المقبل، في خطوة قد تعيد رسم ملامح منظومة الإعلانات العالمية بشكل جذري.

حكم قضائي ثقيل ضد غوغل

في 15 أفريل الماضي، قضت القاضية الفدرالية ليوني برينكيما بأن غوغل تسيطر بشكل احتكاري على مجالين أساسيين:

• برمجيات عرض الإعلانات عبر الإنترنت

• المنصات التي تربط بين المعلنين والناشرين

وقد أكدت ممثلة وزارة العدل، جوليا تارفر وود، أن الالتزامات الطوعية لا تكفي في هذه الحالة. ووصفت غوغل بأنها “محتكر مكرّر”، قادر على التحايل على القانون والحفاظ على هيمنة مفرطة في السوق الإعلاني، على حساب الناشرين والمستخدمين النهائيين.

طلب تفكيك غير مسبوق

في مواجهة هذا الوضع، تطالب الحكومة الأمريكية بفصل هيكلي واضح:
“يجب على غوغل أن تتخلى عن الأدوات التي تتيح لها فرض سيطرتها على كامل سلسلة الإعلانات الرقمية”، أكدت جوليا تارفر خلال الجلسة.

وبعبارة أوضح، تطالب الوزارة بأن تفصل غوغل بين برمجيات إدارة الإعلانات وسوقها الإعلاني، مما من شأنه أن يمس جوهر عائداتها على الويب.

محاكمة أخرى تهدد متصفح كروم

بالتوازي مع ذلك، تُنظر محكمة في واشنطن في دعوى قضائية أخرى ضد غوغل تتعلق بممارساتها في مجال البحث عبر الإنترنت. وفي هذا الملف، يطالب القضاء الأمريكي أيضًا بتفكيك متصفح “كروم”، الذي يهيمن على السوق العالمية.

وترى إدارة بايدن، مرة أخرى، أن التعديلات السلوكية غير كافية للحد من تركّز الأدوات الرقمية في يد فاعل واحد.

دفاع غوغل تحت الضغط

وبينما تتصاعد الانتقادات، صرّحت محامية غوغل، كارين دان، أن الشركة مستعدة لإظهار مزيد من الشفافية، من خلال مشاركة بعض البيانات مع الناشرين والمعلنين. كما اعترفت بوجود “مسائل تتعلق بالمصداقية” تلاحق الشركة، لكنها اقترحت حلًا تحت إشراف قضائي.

من جهتها، أوصت القاضية برينكيما، مع التمسك بجدول المحاكمة المقرر في سبتمبر، بأن تتوصل الأطراف إلى تسوية ودية لتفادي التكاليف القانونية والتأخيرات المكلفة.

ومع ذلك، فإن النهج المتشدد الذي تتبعه وزارة العدل لا يترك مجالًا كبيرًا لحل وسط لا يمس جوهر نشاط غوغل الإعلاني.

تداعيات عالمية محتملة

قد يُعيد هذا النزاع القضائي التاريخي بين الحكومة الأمريكية وغوغل رسم موازين سوق الإعلانات الرقمية العالمية على المدى الطويل. وإن تم إقرار التفكيك، فسيشكل منعطفًا في مسار مكافحة الاحتكارات التكنولوجية، ويفتح الباب أمام مراجعة شاملة لممارسات عمالقة الإنترنت.

قرار مرتقب بشدة، من المرجّح أن يُلهم جهات تنظيمية أخرى حول العالم، خاصة في أوروبا.