عالمية

الرئيس الجزائري ينعى الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي و يشيد بنضاله في حركة التّحرير المغاربية

بعث رئيس الدّولة عبد القادر بن صالح برسالة تعزية إثر وفاة الرّئيس التّونسي الباجي قايد السّبسي أشاد فيها بمسار المرحوم و نضاله المستميت في حركة التحرير التّونسية و المغاربية و بجهوده في بناء بلاده بعد الاستقلال.

و اعتبر السّيد بن صالح في رسالة تعزية بعث بها إلى كل من رئيس الجمهورية التّونسية المؤقّت السّيد محمد النّاصر و الوزير الأول التّونسي و إلى أفراد أسرة المرحوم ان فقدان المرحوم يعد رزأ على تونس و الجزائر و المغرب العربي و الامة العربية كلها.

و قال رئيس الدّولة: “بلغ الأسى والأسف أقصى ما يبلغانه في نفس إنسان حين تناهى إلى سمعي نبأ انتقال المغفور له فخامة رئيس الجمهورية التونسية والصديق العزيز إلى رحمة الله وعفوه، وأنّ يرزأ فيه الشّعب التّونسي الشّقيق، بل المغرب العربي، بل الأمّة العربية كلها، خاصة الجزائر التّي تشاطركم شعبا وحكومة آلامكم وأحزانكم، و تعتبر كل دمعة ذرفتها على فقده عيون الأشقاء في تونس ذرفتها أيضا عيون إخوانهم في الجزائر، تماما كما سقوا بدمائهم الزكية ودموعهم الغالية تراب ساقية سيدي يوسف و أماكن عديدة في الحدود المشتركة إبان الثورة التحريرية”.

و قال السّيد بن صالح أنّ “الرّاحل العزيز سيبقى خالدا في ذاكرة الجزائريين, الذّين لن ينسوا أبدا موافقه الرّائدة في مساندة الثّورة الجزائرية وفي الذّود والدّّفاع عنها ما وجد لذلك سبيلا داخل تونس وخارجها، وسيبقى لديهم كما كان وكما هو من ألمع القادة الذين حازوا بأعمالهم ومواقفهم الإجماع على ما تتسم به شخصياتهم من حنكة واتزان, وبُعد نظر”.

“حقا إنه – يضيف قائلا- لخطب جلل ورزء عظيم يصيب تونس الشقيقة ومنطقتنا في هذا الظرف التاريخي العصيب بالنظر لما تعيشه منطقتنا والوطن العربي من اهتزازات وأحداث جسيمة”.

“لقد دأب فقيدنا منذ الخمسينيات على نضال مستميت في حركة التحرير التونسية والمغاربية, وكافة رموز التحرر العربي والانساني, وقد كابد الفقيد في سبيل ذلك غطرسة المحتل, واستبداده, وصبر وصابر, فكان من الأوائل الذين أسهموا على مدى ستين عاما في بناء صرح تونس, وتميزوا برجاحة العقل وسداد الرأي, وبالعصرنة مع المحافظة على الأصالة في البناء والتشييد”, يضيف قائلا.

و جاء في رسالة التعزية :”لقد كان بجهوده الخيرة رقما إيجابيا في مسيرة تونس المعاصرة, إذ ترك في مراحل حياته بصمته الواضحة في شتى المحطات ومختلف المناصب التي تولاها لاسيما عند توليه قيادة البلاد خلال السنوات الأخيرة لما أبدى فيها من بعد نظر من أجل إرساء دعائم الديمقراطية التوافقية بين كل القوى الفاعلة, واستطاع أن يسير بالبلد إلى التحول السلمي نحو ديمقراطية أصيلة غدت قدوة للأجيال في منطقتنا”.

وأمام هذا الخطب الجلل -يضيف السيد بن صالح – “الذي أشاطركم والشعب التونسي الشقيق, باسمي الخاص وباسم الشعب الجزائري مرارته, أعرب لكم عن تعازينا الحارة ودعواتنا الصادقة مبتهلا إلى المولى الذي وسعت رحمته كل شيء أن يكرم وفادته, ويحتسب له أجر العاملين المخلصين لأوطانهم ومتضرعا إليه, أن يتنزل في قلوبكم وفي قلوب أسرته الكريمة صبرا جميلا, ويوفيكم جميعا على صبركم أجرا عظيما, ويعوضكم في فقده خيرا كثيرا, إنه سميع مجيب الدعاء”.

“وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون”.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى