في خطوة مفاجئة هزّت الأوساط الاقتصادية والسياسية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تعليق مؤقت لمدة 90 يوماً للرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضتها إدارته، باستثناء الصين.
وبينما حاول ترامب الدفاع عن هذا التراجع الحاد أمام الصحفيين، قائلاً إن “الوقت قد حان للمرونة”، إلا أن خلف الكواليس، تشير المؤشرات إلى أن الأمور أعقد بكثير.
ترامب برّر قراره بالقول: “عندما تواجه جداراً، لا يمكنك الاصطدام به، بل عليك أن تتجاوزه أو تلتف حوله”. الجدار الذي يتحدث عنه هو اقتصاد أمريكي متعثر، وأثرياء خسروا ملياراتهم، وأسواق مالية هوت إلى القاع، حتى حزبه الجمهوري دخل في حالة من الذعر.
مباشرة بعد إعلانه، شهدت الأسواق انتعاشاً صاروخياً، وقفز مؤشر داو جونز بنسبة 6.3%، وناسداك بـ 9.1%، فيما صعد مؤشر S&P 500 بحوالي 8%. ومع هذا الصعود الحاد، بدأ الحديث الجدي عن شبهات التلاعب في الأسواق، خاصة مع تغريدة ترامب قبل ساعات فقط من القرار على “تروث سوشيال”، قال فيها بوضوح: “حان وقت الشراء”.
اتهامات خطيرة بالتلاعب في السوق
مباشرة بعد التغريدة، ارتفعت البورصة بنسبة 10% تقريباً. الأمر الذي دفع أعضاء في الكونغرس إلى اتهام ترامب بارتكاب جريمة تداول داخلي (دَخْلِيّ أو استغلال معلومات سرية)، وهو اتهام ثقيل في الولايات المتحدة. السيناتور الديمقراطي آدم شيف دعا رسمياً إلى فتح تحقيق في الكونغرس، بينما وصفته السيناتورة إليزابيث وارن بأنه “فساد صريح”.
النائب الديمقراطي ستيفن هورسفورد ذهب إلى أبعد من ذلك، قائلاً: “إذا لم يكن هذا تلاعباً بالأسواق، فماذا يكون؟ من استفاد من هذه الخطوة؟ أي ملياردير تضاعفت ثروته؟”. وأشار إلى أن الجمهوريين اختفوا جميعاً خوفاً من الدفاع عن هذا الموقف.
أما ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز، فقد صعّدت الموقف قائلة: “يجب على كل عضو في الكونغرس اشترى أسهماً في آخر 48 ساعة أن يصرّح بذلك فوراً”، ودعت إلى حظر التلاعب داخل الكونغرس بشكل صارم.
ترامب وسجل “المغامرات” المالية
ليست هذه أول مرة يُتهم فيها ترامب بإساءة استخدام منصبه لأغراض شخصية أو لمصلحة مقربيه مالياً. الديمقراطيون يرون أنه لا يتردد في التأثير على الأسواق لخدمة مصالحه أو مصالح حلفائه، ما قد يجعله عرضة لتهم تصل عقوبتها إلى السجن لعشر سنوات في حال إثباتها.
وزير التجارة هوارد لوتنيك حاول الدفاع عنه قائلاً: “ترامب هو أعظم المفاوضين”، نافياً وجود أي تلاعب بالسوق. لكنه دفاع قد لا يصمد طويلاً أمام التحقيقات التي بدأ الحديث عنها على نطاق واسع في واشنطن.
وسائل إعلام أمريكية وأوروبية، من بينها BFM TV الفرنسية، ذكرت أن شركة الإعلام التابعة لترامب ارتفعت أسهمها بنسبة 20% في الدقائق التي تلت إعلانه.
في فرنسا، رئيس لجنة المالية في البرلمان إريك كوكيريل وصف ما حدث بأنه “فضيحة تلاعب ضخمة”، فيما تساءل المفوض الأوروبي السابق تييري بروتون عن التوقيت المشبوه للإعلان، قائلاً: “لماذا لم ينتظر حتى تغلق الأسواق؟ إنه أمر غير مسبوق”.
90 يوماً من الغموض والأسئلة المفتوحة
الأسواق الآن تتنفس الصعداء مؤقتاً، في انتظار نتائج مشاورات واشنطن مع أكثر من 75 دولة مستعدة للتفاوض بشأن الرسوم الجمركية. لكن مع كل هذا الجدل الدائر، يبدو أن السؤال الأكبر الذي يلوح في الأفق هو: من سيربح ومن سيخسر في هذه الصفقة الكبرى التي بدأ ترامب في ترتيب أوراقها؟
الإجابة ربما تتضح قريباً، خصوصاً مع اجتماع الرئيس ترامب مع وزرائه اليوم الخميس 10 أفريل.
أسفر حادث اصطدام سيارتين خفيفتين مرّوع، جدّ اليوم الأربعاء، على مستوى الطريق الحدودية التونسية الجزائرية…
المهدية : إسناد 80 رخصة ''لواج'' جديدة..القائمة الأولية للمنتفعين
ضمن الترجي الرياضي التونسي آخر مقعد في ثمن نهائي كأس تونس لكرة القدم إثر فوزه…
تولى وزير أملاك الدولة والشؤون العقارية، وجدي الهذيلي، الأربعاء، متابعة عمليات تسوية الأوضاع العقارية العمومية…
(وات/مكتب مدنين) - شرعت السلط المحلية والمصالح الجهوية بولاية مدنين في تنفيذ عمليات هدم عدد…
قرر اليوم الأربعاء 16 أفريل 2025، عميد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس، الإبقاء على خمسة…
Leave a Comment