عالمية

بعد الصحراء الغربية: إدارة ترامب توجه ضربة أخرى إلى الرباط.. نيران صديقة لكنها ستترك أثراً كبيرا !

يُطلق على ذلك “نيران صديقة”… نعلم جيداً نوعية العلاقات بين المغرب والرئيس دونالد ترامب. هذه العلاقات مشبعة باتفاقيات أبراهام، التي أطلقها الجمهوري في عام 2020 لتعزيز تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية. كان المغرب أول من قفز في القطار، وهي لفتة حظيت بتقدير كبير من تل أبيب وواشنطن. بعد التراجع الذي شهدته إدارة ترامب بشأن الصحراء الغربية، تظهر قضية أخرى تختبر الشراكة القوية بين الولايات المتحدة والمغرب.

مرة واحدة على الأقل في السنة، تقوم وزارة الخارجية الأمريكية بتحديث نصائحها للمواطنين الأمريكيين المسافرين إلى مختلف أنحاء العالم. في آخر مراجعة لهذه النصائح، سيكتشف المغاربة المفاجأة السيئة بأن خدمات ماركو روبيو تنصح السياح الأمريكيين بـ “شراء تأمين” قبل أي سفر إلى المملكة. ليست فرنسا الوحيدة التي تتعرض لهذه التوصية.

تم نقل هذه المعلومة يوم الأربعاء 23 أفريل من قبل مجلة “نيوزويك”. وجاء فيها: “نوصي بشدة بشراء تأمين قبل السفر”، لأن “مجموعات إرهابية تواصل التحضير لعمليات إرهابية محتملة في المغرب”، وذلك وفقاً لتلك الملاحظة التي نشرتها وزارة الخارجية في 21 أفريل 2025، ولم تعلق عليها الرباط. ورغم ذلك، فإن الضربة قاسية بالنسبة للبلاد التي تحقق إيرادات ضخمة من السياحة.

ووفقاً لنفس المصدر، فإن رأي الدبلوماسية الأمريكية يقف عند “المستوى 2″، مما يعني “زيادة الحذر” في حالة السفر السياحي أو التجاري، وليس حظراً رسمياً على التنقل. الفارق كبير. ولكن ذلك لن يمنع العواقب التي ستترتب على التعليقات التالية: “خطر وقوع هجمات قد تحدث دون إشعار مسبق، بل ربما دون تحذير”.

تتحدث الملاحظة عن مجموعات إرهابية قد تستهدف “المواقع السياحية، منصات النقل، الأسواق، مراكز التسوق، والبنية التحتية الحكومية المحلية”…

إنها تحذير مبالغ فيه. فالمغرب، مثل باقي دول المنطقة وأيضاً دول العالم (حتى الولايات المتحدة، التي تشهد بشكل دوري حوادث إطلاق نار جماعية)، يواجه آفة الإرهاب. لكن كما نعلم، فإن السلطات ليست عاجزة أمام هذا الخطر، بل توجه ضربات شديدة ضد الجماعات الإرهابية. فما السبب وراء هذه الملاحظة المثيرة للقلق؟

أكدت الوسيلة الإعلامية الأمريكية أنها تواصلت مع خدمة الإعلام الخاصة بالشؤون القنصلية الأمريكية “خارج ساعات العمل” ومع الحكومة المغربية عبر البريد الإلكتروني لجمع تعليقاتهم. ولكن لا نعلم إذا كانت هذه الأطراف قد ردت على الطلبات…

ما هو مؤكد على أية حال هو أن هذه النصائح السفرية لن تمر بدون تأثير على ملايين الزوار الذين يصلون إلى المغرب سنوياً. وفقاً لبيانات وزارة السياحة، زار أكثر من 330,000 مواطن أمريكي المملكة في عام 2023. وهذا يعكس حجم تأثير هذه التحذيرات من وزارة الخارجية.

في عام 2024، استقبل المغرب 17.4 مليون زائر، وولدت هذه التدفقات إيرادات بلغت 85 مليار درهم (8 مليارات يورو)، بزيادة بنسبة 35% مقارنة بعام 2019. منذ عام 2020، ضاعف القطاع حصته في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، حيث ارتفعت من 3.7% إلى 7% في 2024.

من المؤكد أن استهداف هذا القطاع الذي يمثل هذا الحجم سيؤدي إلى أضرار كبيرة في الاقتصاد الوطني. وهذا ما فعلته واشنطن للتو.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى