عالمية

بقلم رضا الزهروني: قراءة للعدوان الاسرائيلي على غزة

مهما كان صراع اليوم، وكيفما كان حجم الخسائر التي تلحق إخواننا من الأبرياء الفلسطينيين أو التي سيتكبدونها، ومهما كانت درجة الالام التي سنشعر بها، سينتهي بالضرورة كلّ هذا بهدنة يمكن أن تطول مدتها أو تقصر. ومن واجبنا جميعا النأي بهذا الصراع عن المزايدات الشعبوية وعن كل انواع التوظيف الاعلامي والسياسي والايديولوجي والديماغوجي. فهذا الصراع الاستثنائي في تاريخ البشرية من جهة درجة التعقيد وبشاعة الاضرار المتراكمة يسببه يتطلب منا درجة عالية من الوعي والشعور بالمسؤولية الأخلاقية والإنسانية تجاه الأطفال والنساء والرجال الذين تعبث اسلحة الدمار بحياتهم كل يوم وفي كل لحظة، وهم ليسوا أبناءنا ولا نسائنا ولا رجالنا.

فكل مواقفنا والتي يتواتر نسقها مع تواتر الازمات ستنتهي فاعلياتها تدريجيا مع اقرار الهدنة حيث تتلاشى حدتها ويندثر صداها مع مرور الزمن وهي بالتالي مواقف غابرة وغابرة. فما نعيشه اليوم من ردود فعل مدوية عشنا مثلها مرات ومرات في السابق. ولنكن على دراية بان امتنا العربية في حدودها الواسعة عندما تتقهقر امام الجهل بكل مظاهره فهي ستخسر حتما كل معاركها اللاحقة ومهما كان العدو. وعندما تعي بان افتك الأسلحة يتمثل في وضع السياسات بهدف احترام كل حقوق شعوبها خاصة منها المتعلق بالعلم والمعرفة والثقافة والحرية والكرامة ستنتصر في النهاية على أعتى الجيوش طال الزمان أو قصر.

مسار سيطلب بالضرورة سنوات طويلة من العمل والمثابرة والتضحيات والصبر ويبقى الوحيد الضامن لمستقبل الاجيال اللاحقة. أكيد انّ المعركة الأساسية هي على الميدان بامتياز لكنها ستبقى منقوصة ان لا تتزامن مع معركة الإعلام. وهي معركة علينا ان نخوضها خارج حدودنا وتتعلق بكسب الضمائر واستنهاض الوعي بالحق لفائدتنا وذلك من خلال استهداف عقليات الشعوب التي لها انظمة مستهترة وظالمة وعلى اراضيها قصد ضمان دعم الراي العام بها لقضايانا ورفضهم لسياسات حكوماتهم وقياديهم عندما تغتصب الحقيقة. معركة يجب الحرص فيها على الفصل بين الشعوب ومن يحكمها. ففيها عديد من الأصوات المدعمة لقضيتنا والتي من الضروري المحافظة عليها وتدعيمها بغيرها.

معركة إعلامية علينا ان نخوضها نحن الشعوب العربية بنفس الخطاب ونفس الروح ونفس العقيدة ونفس السياسات قصد رفع نفس التحديات لبلوغ نفس الأهداف والغايات. الا وهي تحرير اراضي الفلسطينيين لإقامة دولتهم عليها لتكون عاصمتها القدس، دولة مستقلة ذات سيادة غير مشروطة وغير مقيدة وتتمتع بحريتها الكاملة في تقرير مصيرها.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى