عالمية

بقلم مرشد السماوي: حيادية تونس إزاء الصراع في ليبيا موقف مشرف ورصين

قبل 17 فيفري 2011، لم يكن أحد يتوقع أن ليبيا ستمر بمرحلة عصيبة مليئة بالفتنة والتفرقة والدمار. بعد اندلاع الثورة، انقسمت ليبيا إلى حكومتين شرقًا وغربًا، وازدادت حدة الصراعات الداخلية، مما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين والفصائل المسلحة.

تونس وليبيا، شعب واحد في بلدين، تربطهما علاقات تاريخية وحضارية عميقة. منذ فجر التاريخ، عاش أهالي البلدين كأشقاء، يتشاركون الأفراح والأتراح، ويقفون صفا واحدا في وجه التحديات. حتى اليوم، مازالت هذه الروابط قوية، ونرى ذلك في التلاحم الشعبي بين البلدين، ومشاعر التضامن والتعاطف التي يبديها كل شعب تجاه الآخر.

منذ بداية الأزمة في ليبيا، اتخذت تونس موقفًا ثابتًا يدعم الوحدة الوطنية الليبية، ويسعى إلى تحقيق المصالحة بين الفرقاء الليبيين. وحرصت تونس على تقديم كل ما يمكنها من مساعدة لليبيا، سواء على المستوى الإنساني أو السياسي.

على الرغم من التحديات، تبقى آمال الوحدة والتصالح بين تونس وليبيا قوية. فالتاريخ المشترك، والروابط الأخوية، والرغبة الشعبية في العيش في سلام، كلها عوامل تدفع باتجاه تحقيق هذا الهدف.

هناك العديد من الأمور التي يمكننا القيام بها لدعم الوحدة والتصالح بين تونس وليبيا على غرار التواصل الدائم والتعامل العفوي الصادق بين أبناء البلدين. 

ويجب علينا أن نواصل التواصل مع بعضنا البعض، وأن نتعامل بصدق وودية، وننبذ كل ما من شأنه أن يفرق بيننا.

وكذلك بإمكان تونس دعم كل الجهود التي تهدف إلى المصالحة الوطنية في ليبيا وأن نسعى إلى إعادة فتح الحدود بين تونس وليبيا، حتى يتمكن أهالي البلدين من التواصل بحرية، وتعود حركة التجارة والسياحة بين البلدين إلى سابق عهدها.

إن الوحدة والتصالح بين تونس وليبيا مسؤولية الجميع. يجب علينا أن نتعاون جميعًا من أجل تحقيق هذا الهدف النبيل، وبناء مستقبل أفضل للبلدين الشقيقين.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى