ما شهدته الولايات المتحدة الأمريكية، وخصوصاً ولاية فلوريدا، من دمار وخراب بفعل الإعصار العنيف وسرعة الرياح، أدى إلى وقوع خسائر بشرية بالمئات وتحطم آلاف المنازل والمنشآت العامة والخاصة بشكل غير مسبوق.
ورغم هذا الحجم الهائل من الكوارث، إلا أن الإعلام في هذا البلد، الذي يمكن وصفه بإمبراطورية تتحكم فيها اللوبيات والسلطات، يلتزم بتقديم معلومات محدودة تخدم مصالح معينة، دون كشف الحقائق كاملة.
تفسير هذه السياسات الإعلامية يتطلب شرحاً معمقاً، إلا أنه يمكن القول بأن ما يُعرض للاستهلاك الإعلامي، سواء داخلياً أو خارجياً، يظل شحيحاً.
ورغم ما تكشفه وسائل التواصل الاجتماعي من صور للمآسي والدمار الذي لحق بالبنية التحتية، تبقى سلطة الإعلام الفيدرالي أقوى من أي سلطة أخرى.
الإعلام هنا سلاح أخطر من النووي، إذ يمكن توجيهه والتحكم فيه بما يتماشى مع المصالح العليا، ولا مجال للحديث عن حرية الإعلام أو التعبير عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي الأمريكي، خاصة في زمن التحديات الكبرى والمستجدات المعقدة، وفي خضم التحضيرات للانتخابات الرئاسية.
من خلال بعض الفيديوهات والأخبار التي تناقلتها وكالات الأنباء، يتضح لنا أن البنية التحتية والتجهيزات الوقائية في مواجهة الكوارث ضعيفة، إن لم تكن متهالكة، وغير متماشية مع متطلبات العصر.
وهذا لا يتناسب مع الصورة والسمعة التي تحاول الولايات المتحدة تقديمها كدولة عظمى في مجالي الاقتصاد والقوة العسكرية. من المهم أن يدرك الجميع أن الإعلام في الدول المتقدمة اقتصادياً يخضع لسيطرة الدولة، كما هو الحال في الصين وروسيا واليابان وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والكوريتين، وغيرها.
والله أعلم، وللحديث بقية.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات