في يوم الأرض..تواصل الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني أمام صمت عربي ودولي

يُحيي الفلسطينيون، اليوم الذكرى الثامنة والأربعين ليوم الأرض، والتّي أصبحت رمزا للدفاع عن الأرض المحتلة منذ أحداث عام 1976، حين هبّت حشود فلسطينية في “أراضي الـ48” ساخطة على سياسات المصادرة والاستيطان والتهويد، التّي يُنتهجها الكيان الصهيوني.

فبعد استيلاء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على مساحات شاسعة من أراضي الفلسطينيين داخل أراضي عام 48، لتَخصيصها لإقامَة المَزيد من المُستوطنات، في نطاق خطة تهويد الجليل، وتفريغه من سكّانه العرب، وهو ما أدى إلى إعلان الفلسطينيين في الداخل، وخاصة المُتضررين المباشرين، عن إضراب عام كما خرجتْ مسيراتٌ من الجليل إلى النقب، وكان الردّ الصهيوني عسكريا شديدًا على هَبّة “يوم الأرض”، باعتبارها أوّل تحدٍ، ولأوّل مرة بعد احتلال الأرض الفلسطينية عام ثمانية وأربعين، حيث دخلت قوات مُعززة بالعتاد والآليات من جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى القرى الفلسطينية، وأعادت احتلالَها، واندلعت مواجهات أسفرت عن استشهاد 6 فلسطينيين، وإصابة واعتقال المئات.

ورغم مُطالبة الفلسطينيين الاحتلال بإقامة لجنة للتَحقيق في قيام قوات الجيش، والشَرطة بقتل مواطنين عرب عُزَّل يَحملون الجنسية الإسرائيلية، إلاّ أنّ مطالبهم قوبلت بالرفض التام، بادعّاء أنّ الجيش واجه قُوى معادِية.

ويَعتقدُ الفلسطينيون منذ تلك الأحداث أنّ إحياءَ “ذكرى يوم الأرض” ليس مجرد سَردٍ لأحداث تاريخية، بل هُو معركة جديدة في حرب استعادة الحقوق الفلسطينية المسلوبة، ومنذ عام ستة وسبعين أصبحَ يوم الأرض يوما وطنيا في حياة الشَعب الفلسطيني، داخل فلسطين، وخارجها، حيثُ تُنّظمُ التحركات الشعبية في فلسطين وفي دول عربية وغربية.

ويتزامن إحياء الذكرى هذه السنة مع تواصل ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي للمَجازر في قطاع غزّة وَسَط صُمود فلسطيني وتخاذل عربي ودولي.