عالمية

لماذا أصاب متحور “أوميكرون” العالم بالهلع؟.. خبراء يجيبون

فرض اكتشاف متحور جديد لفيروس كورونا في جنوب أفريقيا، معروف حاليا باسم “أوميكرون” (Omicron)، على العالم واقعا جديدا بعد أن ساد الاعتقاد بقطع خطوات مهمة في محاربة الوباء. وعادت الدول لإغلاق أجوائها، مع إعلان عدد من الحكومات تجديد إجراءات التباعد الاجتماعي والتلويح بالعودة للإغلاق.

و تتزايد المخاوف من المتحور الجديد لفيروس كورونا بسبب الغموض الذي يسود الصفوف العلمية، التي تسابق الزمن للتعرف على الجديد الذي يحمله هذا الفيروس، ومدى فعالية اللقاح في التعامل معه.

حسب الدكتورة ميس عبسي عالمة فيروسات ومسؤولة مختبر جامعة كينز كوليج في لندن، فإن هذا المتحور يضم متغيرات من متحور “دلتا” (Delta) الأكثر انتشارا، إضافة لمتحورات “بيتا” (Beta) و”ألفا” (Alpha) و”غاما” (Gamma)، مما أدى إلى تجمع 50 متغيرا، منها 30 متغيرا على البروتين الشوكي، مقارنة مع كل المتحورات السابقة. وهو ما يفتح الباب أمام احتمال أننا أمام فيروس جديد.

لماذا كل هذا القلق من هذا المتحور؟
تقول الدكتورة عبسي للجزيرة نت، إن سبب القلق هو أن المختبرات وجدت نفسها أمام متحور جديد، ويجب دراسة سرعة انتشار الفيروس المتطور، ومدى مقاومته للقاحات، وأيضا الأعراض التي يتسبب فيها. وهو ما تعكف عليه المختبرات حاليا.

متى يمكن أن نعرف كل شيء عن هذا المتحور؟
حسب الخبير في تكنولوجيا صناعة الأدوية ياسر صابر، فالأمر يحتاج لبضعة أيام حتى تصل المختبرات إلى خلاصات نهائية حول سلوك هذا الفيروس، ولا سيما مقاومته للقاحات.

وحاليا، يقول صابر، تقوم المختبرات بسحب الأجسام المضادة من الأشخاص الملقحين، وتعرضها على الفيروس لترصد تأثيرها. “لكن هذا غير كافٍ لأننا نحتاج لأيام لنعرف ما هي أعراضه، لأن متحور دلتا كان سريع الانتشار، إلا أن أعراضه كانت شبيهة بالإنفلونزا، أما متحور بيتا فقد كانت أعراضه شديدة إلا أنه لم ينتشر بشكل كبير”.

هل المؤشرات الأولية تدعو للتفاؤل؟
بتفاؤل حذر، تجيب ميس عبسي على هذا السؤال لتقول إن الأرقام القادمة من جنوب أفريقيا تقول إن 65% من المصابين هم أشخاص غير ملقحين، وكلهم لديهم أعراض متوسطة، وأكثر من 30% تلقوا جرعة واحدة من اللقاح، ولم تظهر عليهم أعراض خطيرة.

أما المؤشر الآخر فهو الحالات التي تم اكتشافها في هولندا، إذ إنها احتاجت لعشرة أيام قبل أن تظهر عليها الأعراض، وهذا مؤشر إيجابي مقارنة بمتحور دلتا، الذي كانت أعراضه تظهر بعد 3 أيام فقط.

لماذا سارعت دول العالم لإغلاق أجوائها؟
حسب الدكتور ياسر صابر، كل ما تقوم به الدول حاليا هو من أجل كسب بعض الوقت إلى حين التعرف على هذا المتحور، لكن الأكيد أنه انتشر وسينشر عبر العالم.

هل سيعود العالم للإغلاق من جديد؟
يتفق صابر وعبسي على أن الإغلاق وحده لن يكفي، فالدرس المستفاد من ظهور هذا المتحور هو ضرورة عدم احتكار الدول الغنية للقاحات، وأن الحل هو توزيع اللقاحات على الدول الفقيرة.

ففي وقت تعرف فيه الدول الغنية تخمة في اللقاحات المتوفرة، ما زالت نسبة التلقيح في أفريقيا لم تتجاوز 10%، إضافة لتوفير أجهزة الفحص السريع التي تظهر نتائجها في غضون دقائق وليس ساعات للتمكن من محاصرة بؤر الوباء بسرعة.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى