ما هي الخطوط العريضة لرؤية ترامب الإمبريالية؟

عاد دونالد ترامب، الذي تولى مؤخرا فترة رئاسية ثانية في الولايات المتحدة، بخطاب قوي ومثير للجدل خلال حفل تنصيبه في 20 جانفي 2025 بمبنى الكابيتول في واشنطن.

وفي أجواء شديدة البرودة بـ5 درجات تحت الصفر، جاء خطابه بعيدًا عن أي تهدئة.  

عودة “الإمبراطورية الأمريكية”

تحت شعار “عظمة أمريكا”، أعلن ترامب بوضوح عن عزمه استعادة ما يسميه “الإمبراطورية الأمريكية”. وأشار إلى إمكانية استعادة السيطرة على قناة بنما، مبررًا ذلك بأن الولايات المتحدة تدفع “ثمنًا باهظًا” لاستخدامها. كما حذر من النفوذ المتزايد للصين في هذه المنطقة الاستراتيجية، رغم أن هذه الادعاءات محل جدل بين الخبراء.  

الهجرة والأمن: تعزيز النهج المتشدد

كرر ترامب موقفه الحازم ضد الهجرة غير الشرعية، واصفًا تدفق المهاجرين بأنه “تهديد وجودي”. وأعلن عن مراسيم تهدف إلى ترحيل ملايين الأشخاص المقيمين بشكل غير قانوني وتشديد الرقابة على الحدود. ومن بين هذه الإجراءات تقييد حق الحصول على الجنسية عبر الولادة، مما أثار على الفور تحديات قانونية في 18 ولاية أمريكية. كما يخطط لتصنيف بعض العصابات والمنظمات الإجرامية ككيانات إرهابية، مما يتيح استخدام الموارد الفيدرالية ضدها.  

رؤية محافظة جذرية

على الصعيد الاجتماعي، دعا ترامب إلى العودة إلى “القيم الأساسية”، مشيرًا إلى أن إدارته ستلغي بعض السياسات المتعلقة بقضايا النوع الاجتماعي التي تبناها أسلافه. وأكد قائلاً: “لن نعترف سوى بجنسين: ذكر وأنثى”، مما يعكس سعيه لجذب القاعدة المحافظة، رغم أن ذلك يزيد من انقسام الرأي العام.  

البيئة: قطيعة تامة مع الالتزامات المناخية

أعلن ترامب الانسحاب الفوري للولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، بحجة تحرير الشركات الأمريكية من القيود البيئية. واعتبر أن هذه الخطوة ضرورية لتحفيز النمو الاقتصادي، رغم المخاوف بشأن تأثيراتها على المناخ العالمي والعلاقات الدبلوماسية.  

العلاقات الدولية: العودة إلى الأحادية

أكد ترامب عزمه إعادة النظر بشكل جذري في التحالفات الدولية، منتقدًا التدخلات العسكرية غير الضرورية، مع تعهده بتعزيز القوة العسكرية الأمريكية لحماية المصالح الاستراتيجية للبلاد. وشدد على موقفه الحازم تجاه الصين، التي وصفها بالتهديد الرئيسي للولايات المتحدة.  

دعم مثير للجدل وتحالفات استراتيجية

من بين داعمي ترامب الرئيسيين، إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس. ورغم اختلاف وجهات نظرهما في بعض القضايا، يقوم تعاونهما على مصالح اقتصادية مشتركة، مثل تخفيف القيود على الشركات. كما يستفيد ماسك من الطموحات الفضائية لترامب، بما في ذلك استكشاف كوكب المريخ، مما قد يترجم إلى عقود كبيرة لسبيس إكس.  

أمريكا منقسمة أمام مستقبل غامض

يشكل عودة ترامب إلى البيت الأبيض بداية لعصر جديد من التحولات العميقة للولايات المتحدة والعالم. بين الطموحات الإمبريالية والسياسات المحافظة والقطيعة مع الالتزامات الدولية، يبدو أن فترته الرئاسية ستكون عاصفة وحاسمة لمستقبل النظام العالمي.