هل إسرائيل قادرة حقّا على ضرب المنشآت النووية الإيرانية ؟

تطرح الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط تساؤلات عدة حول إمكانية تنفيذ إسرائيل لعمليات ضد المنشآت النووية الإيرانية، في ظل التصعيد الذي شهدته المنطقة.

تتباين الآراء حول مدى قدرة إسرائيل على استهداف هذه المنشآت، وخاصة بعد الهجوم الإيراني الأخير الذي استهدف أراضيها.

موقف الإدارة الأمريكية

على الرغم من ضغط بعض الأصوات المتطرفة في تل أبيب، ترفض إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن توجيه ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية. يعكس هذا الموقف قلق واشنطن من تداعيات مثل هذه العمليات على الاستقرار الإقليمي، مما يعقد الخيارات المتاحة أمام إسرائيل.

 التحديات الجغرافية

تواجه إسرائيل عدة صعوبات جغرافية في حال قررت مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. تقع هذه المنشآت على بعد أكثر من ألف ميل، مما يستلزم عبور الأجواء الأردنية والعراقية والسورية. يتطلب ذلك التنسيق مع دول المنطقة، وهو ما قد يكون صعباً في الظروف الحالية.

 مشكل الإمدادات

يحتاج تنفيذ عملية هجومية ناجحة إلى خطط معقدة لإعادة التزود بالوقود جوا. وفقًا لتقرير صادر عن خدمة أبحاث الكونغرس الأمريكي، فإن الطائرات الإسرائيلية ستواجه تحديات كبيرة في إدارة الوقود خلال الرحلة الطويلة.

 الدفاعات الإيرانية

تتسم المواقع النووية الإيرانية بحماية مشددة، حيث يتطلب اختراقها تكنولوجيا متطورة وأسلحة قوية. المواقع الرئيسية مثل “نطنز” و”فوردو” محصنة بشكل كبير، مما يستدعي تنفيذ ضربات جويّة معقدة وبمشاركة طائرات مقاتلة لحمايتها.

 الأسلحة اللازمة

على الرغم من أن إسرائيل تمتلك قنابل قوية، إلا أن قدرتها على تدمير المنشآت النووية الإيرانية تتطلب استخدام أسلحة أكثر تقدماً. يبرز تقرير المعهد الملكي للخدمات المتحدة الحاجة إلى قنبلة الذخائر الضخمة GBU-57A/B (MOP) كخيار محتمل، لكن تبقى التساؤلات حول قدرة سلاح الجو الإسرائيلي على حملها.

 الدعم الأمريكي

في ظل هذه التحديات، يصبح دعم الولايات المتحدة أمرًا بالغ الأهمية. تشير تحليلات إلى أن أي عملية ناجحة ستحتاج إلى دعم عسكري واسع من واشنطن، بما في ذلك تقديم المعدات والتكنولوجيا الضرورية أو حتى التدخل المباشر وهو ما من شأنه أن يحرك الدول الحليفة لإيران بما فيها الصين وروسيا .

 تداعيات الهجمات المحتملة

في حالة تنفيذ إسرائيل لعمليات ضد إيران، تتزايد المخاوف من ردود الفعل الإيرانية. تهدد طهران بالرد على أي هجوم، مما ينذر بإمكانية انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة.

خلاصة القول، تُظهر جميع هذه المعطيات أن قدرة إسرائيل على تنفيذ ضربات ضد المنشآت النووية الإيرانية ليست مضمونة، وتواجه العديد من التحديات العسكرية والجغرافية والسياسية. يبقى التساؤل قائمًا: هل تستطيع تل أبيب تجاوز هذه العقبات أم ستبقى الأوضاع في المنطقة في حالة من التوتر المستمر؟