وسط مخاوف من شتاء قارس: أسعار الغاز في أوروبا تصل أعلى مستوى لها منذ 14 شهرا

شهدت أسعار الغاز في أوروبا ارتفاعًا ملحوظًا لتصل إلى أعلى مستوى منذ أكتوبر 2023، وسط مخاوف من شتاء قارس يخيم على القارة العجوز بعد توقف إمدادات الغاز الروسي عبر أوكرانيا. هذا التوقف المفاجئ جاء نتيجة انتهاء عقد العبور بين البلدين المتنازعين، دون وجود بدائل كافية لسد الفجوة.  

التداعيات الفورية:

ارتفع سعر الغاز القياسي في هولندا بنسبة 4.3% خلال التعاملات، إلا أن الأسعار تراجعت لاحقًا لتحقق زيادة طفيفة بنسبة 1.84%. ومع توقعات بانخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في دول أوروبية، مثل سلوفاكيا التي قد تشهد درجات تصل إلى -7 مئوية، يُتوقع ارتفاع الطلب على التدفئة، ما يضع ضغطًا إضافيًا على المخزونات الأوروبية.  

الأثر على المخزونات:

تتراجع مخزونات الغاز الأوروبية بوتيرة هي الأسرع منذ عام 2021. وبينما تكفي هذه المخزونات لعبور الشتاء الحالي، فإن إعادة ملئها لموسم الشتاء المقبل ستكون مكلفة للغاية، خاصة مع ارتفاع أسعار الغاز للصيف المقبل لتتجاوز أسعار الشتاء 2025-2026.  

بدائل محدودة وتكاليف مرتفعة:

مع توقف التدفقات الروسية عبر أوكرانيا، باتت أوروبا تعتمد بشكل متزايد على الغاز الطبيعي المسال. وعلى الرغم من أن روسيا نفسها تعد أحد موردي الغاز المسال، فإن التكلفة المرتفعة للنقل وإعادة التغويز تجعل هذا الخيار مكلفًا للدول غير الساحلية مثل سلوفاكيا، التي قد تتحمل تكاليف إضافية تصل إلى 177 مليون يورو لاستيراد الغاز عبر دول أخرى.  

مخاطر طويلة الأمد:

وفقًا لتحليلات الخبراء، من المرجح أن يخرج الاتحاد الأوروبي من هذا الشتاء بمستويات تخزين غاز منخفضة، مما يجعل تجديد المخزون مهمة شاقة ومكلفة. هذا الواقع يُنذر بارتفاع مستمر في فواتير الطاقة الأوروبية على مدى السنوات المقبلة، ما قد يؤثر على الأسر والصناعات على حد سواء.  

يشير الخبراء إلى أن توقف إمدادات الغاز الروسي يمثل نقطة تحول في أزمة الطاقة الأوروبية. وبينما تسعى الدول لتعزيز مصادر بديلة للطاقة، تبقى التحديات المتعلقة بالتكاليف والاعتماد على الغاز الطبيعي المسال عائقًا كبيرًا أمام تحقيق استقرار طويل الأمد.