ونيّس: “العمق التاريخي لجنوب إفريقيا سيمنح طعنها في تصرفات إسرائيل مصداقية كبيرة أمام العالم” [فيديو]

اعتبرها المجتمع الدّولي “قضيّة القرن” و هي القضيّة التي رفعتها جنوب إفريقيا ضدّ إسرائيل في محكمة العدل الدّولية، متّهمة الكيان المحتلّ بارتكاب إبادة جماعيّة ضدّ الشّعب الفلسطيني و سيكون على الكيان الغاصب ان يرافع و يدافع لتبرير كلّ ما يرتكبه. 

الدّيبلوماسي و الوزير الاسبق أحمد ونيّس ثمّن و بشدّة، في تصريح لتونس الرّقمية، هذه المبادرة الجنوب إفريقيّة، معتبرا أنّها تتميز عن جميع المصادر الممكنة الاخرى خاصة و انّ تقريبا كلّ الدّول الاعضاء في الامم المتحدة يقرّون بشرعيّة محكمة العدل الدّولية إلا استثناءات قليلة.

و أوضح ونيس أنّ جنوب إفريقيا تتميز عن غيرها من الدّول بأنّ تاريخها شهد معاناة من الميز العنصري، و تنكّر عدد من الدّول من جميع أنحاء العالم لشرعيتها و سيادتها على أراضيها و إدّعائهم بانّ الارض أرضهم، و بالتالي فإنّ هذا يجعل لها العمق التّاريخي، و القانوني و الاخلاقي حتى يكون طعنها في تصرّفات إسرائيل و في أخلاقيات إسرائيل لديها مصداقيّة أعلى ما يكون في العالم عن اي دولة غيرها. 

و قال أحمد ونيس إنّ المبادرة الصّادرة عن جنوب إفريقيا هي من أقوى ما نتصّور في ثقافة زماننا، حتى ان لم تكن هناك نجاعة لهذا الاجراء على أرض الواقع و ذلك لسبب وحيد و هو وجود دولة أو مجموعة دول تعتمد في كلّ مرة حقّ “الفيتو” لصالح إسرائيل بحيث تبقى إسرائيل فوق القانون و فوق الأخلاق و فوق النظام العالمي. 

و كشف محدّثنا أنّه توجد قوى عالميّة و دول ستعمل حتّى تجمّد الاجراءات القضائيّة و تقوم “بقتل هذه القضيّة” بمحكمة العدل الدّولية لمدّة 40 أو 50 سنة و لا يصدر الحكم، و ينسى بالاساس، مشدّدا على أنّ الحدث المهمّ اليوم هو اضطرار اسرائيل لارسال محامي حتى يبرر و يعلّل موقفها أمام محكمة العدل الدّولية، و هي خطوة تاريخية تجعل من اسرائيل دولة تحتكم إلى النّظام العالمي. 

و عن الانتقادات الموّجهة لعدد من الدّول العربية لعدم مبادرتها برفع هذه القضيّة و الوقوف إلى جانب الشّعب الفلسطيني، اعتبر الدّيبلوماسي السّابق أنّه حتى و ان رفعت هذه الدّول قضيّة ضدّ الكيان الصّهيوني فلن يكون لها المصداقيّة كما هو الامر بالنّسبة لجنوب إفريقيا، و ذلك لسبب بسيط و هو العداء التاريخي بين اسرائيل و الدّول المجاورة لها و دول المنطقة أيضا، الأمر الذّي سيحوّل المسألة من قضيّة عالمية إلى قضيّة تافهة و لكن عندما تكون الدّولة غير عربيّة سيصبح للأمر معنى، وفق تعبيره.