مجتمع

الشابة: أستاذ تربية إسلامية يضرم النار في جسده بسبب تعرضه لحملات تنمر ومضايقات داخل القسم وخارجه

أقدم أستاذ تربية إسلامية في معتمدية الشابة من ولاية المهدية على إضرام النار في جسده داخل منزله، في حادثة مؤلمة هزت الأوساط التربوية والمجتمع المحلي على حد سواء.

وعلى إثر هذه الحادثة شهدت جميع المؤسسات التربوية في المعتمدية إضرابًا عامًا، تعبيرًا عن التضامن والغضب من الظروف التي أدت إلى هذا الفعل المأساوي.

الأسباب والخلفيات 

بحسب تصريح كاتب عام نقابة التعليم الثانوي بالمهدية، عمر نصر، فإنّ الوضعية الصعبة التي انتهى إليها الأستاذ تعكس تراكمات من الإهمال والتراخي من قبل الإدارة الجهوية والمحلية في التعامل مع قضايا التنمر والهرسلة داخل المؤسسات التربوية.

وأشار نصر إلى أن الأستاذ كان ضحية استهداف متواصل من قبل أطراف غريبة عن المؤسسة وبعض التلاميذ، الذين لم يترددوا في التنمر عليه واستفزازه.  

وأضاف نصر أنّ النقابة قد نبهت سابقًا إدارة المؤسسة التعليمية إلى خطورة هذه الممارسات، مشيرًا إلى تعرض الأستاذ إلى ألفاظ نابية وسلوكيات مستفزة، دون أي استجابة جادة من الجهات المعنية. وأوضح أنّ بعض التلاميذ كانوا يتعمدون تصوير ردود فعل الأستاذ عندما يستفزونه، مما أدى إلى تفاقم حالته النفسية.  

حالة الأستاذ وأصداء الحادثة  

حاليًا، يرقد الأستاذ المصاب في مستشفى الحروق والإصابات البليغة ببن عروس لتلقي العلاج. وفي الوقت نفسه، يشهد القطاع التربوي حالة من الغضب والاستياء من السياسات الإدارية التي وصفت بالتغاضي عن قضايا التنمر والعنف الموجه ضد الإطار التربوي.  

 دعوات للتحرك  

تدعو الحادثة إلى إعادة النظر في التعامل مع المشاكل النفسية والاجتماعية التي يواجهها الإطار التربوي في تونس، خصوصًا مع تصاعد حوادث العنف داخل المؤسسات التعليمية. ويرى المراقبون أن هذه الحادثة هي جرس إنذار يستوجب التحرك العاجل لضمان بيئة تربوية آمنة وعادلة لجميع الأطراف.  

إن ما حدث في الشابة لا يجب أن يُعتبر حالة معزولة، بل هو انعكاس لواقع يحتاج إلى إصلاحات جذرية على المستويات كافة، بدءًا من التوعية بمخاطر التنمر ووصولًا إلى تعزيز حضور الإدارة لحماية الإطار التربوي وضمان كرامته.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى