علّق اليوم الاستاذ الجامعي في الاقتصاد رضا الشّكندالي في تصريح لتونس الرّقمية على تداعيات التّصنيف الاقتصادي الجديد لتونس “CCC”، و قال الشّكندالي إنّ مسالة الاختناق على مستوى المالية العموميّة أصبحت معلومة اليوم لدى الجميع و خاصة من ناحية تعبئة الموارد الخارجيّة.
و أضاف الشّكندالي أنّه على خلفيّة هذا التصنيف ستزداد الأمور تعقيدا، و من الممكن أن لا تجد تونس من يقرضها، و بالتّالي سيكون الحلّ الوحيد هو التّوجه نحو البنك المركزي الذّي سيقوم بتمويل ميزانيّة الدّولة، مشيرا إلى أنّ ميزانيّة 2021، لم يتمّ غلقها إلى حدّ الآن و هو ما يعدّ سابقة في تاريخ تونس إذ لا زال هناك ثقب بحوالي 4 آلاف مليار دينار، وفق تعبيره.
و تابع محدّثنا بأنّ تداعيات الحرب في أوكرانيا لعبت هي الأخرى دورا سلبيا على المالية التونسيّة إذ أنّ سعر برميل النّفط الذّي بنيت عليه الميزانية كان في حدود 75 دولار و اليوم أصبح سعره تقريبا 120 دولار، و كل دولار زيادة في سعره تتسبب في خسارة قيمتها 129 مليار في ميزانيّة الدّولة التونسيّة، مما ينتج بدوره ثقبا بقيمة 5 آلاف مليار أخرى في ميزانية الدّولة.
و في ذات السّياق أكّد أنّ هذا التصنيف الجديد سيتسسب في تعطيل المشاورات مع صندوق النّقد الدّولي، بالإضافة إلى شّروط الإصلاح التي كان قد اشترطها على البلاد التونسية، مشدّدا في ذات السّياق على أنّ حجم الثّقب في قانون المالية لسنة 2022 بلغ إلى حدّ الآن 20 ألف مليار أي ما يعادل تقريبا نصف الميزانيّة التونسيّة.
و عن الانعكاسات المباشرة لكلّ هذه الصّعوبات المالية التي تعيشها تونس، أوضح محدّثنا أنّها ستتسبّب أساسا في تضخّم مالي و الذّي سيتحمّله أولا و أخيرا المواطن التونسي، مقدّما مثالا على ذلك الزّيادة في أسعار المحروقات و التي من المنتظر ان تكون شهريّة و بالتالي زيادة في كلّ المواد التي يتمّ انتجاها باعتماد أو استعمال المحروقات.
و أشار الأستاذ الجامعي في الاقتصاد إلى الزّيادة في أسعار الحبوب عالميا و الذّي سيسبب أيضا زيادة في أسعار كلّ المواد التي تستعمل الحبوب من ناحية أخرى، و كل هذا سيؤدّي إلى الرّجوع إلى صندوق النّقد الدّولي لتمويل ميزانيّة الدّولة.
و حذّر محدّثنا من إحتمال أن لا يكون هناك اتفاق مع صندوق النّقد الدّولي لأنّ هذه الحال ستكون تداعياتها كبيرة جدا على تونس و سيكون هناك انفلات في الأسعار كما هو الأمر في لبنان و ستصعب العملية جدا و سيصبح من غير الممكن السّيطرة عليه، وفق تقديره.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب
تعليقات