مجتمع

بقلم مرشد السماوي: ردا على أعداء الوطن وناشري الفوضى.. جزر قرقنة مصانة وترحب بالجميع باستثناء الحراقة والإرهابيين 

من لا يعرف جزر قرقنة، هذا الأرخبيل الجميل والرائع من جزر تونس الغالية وشعبها اللطيف الطيب المضياف المكافح منذ القدم لتوفير لقمة العيش الحلال.

أنجبت هذه الجزر رجالاً بررة مناضلين حقيقيين وطنيين أحرار يتصدر قائمتهم الزعيم النقابي والسياسي والوطني والشخصية العالمية الفذة الشهيد فرحات حشاد ورفاقه، منهم المناضل الوطني الفذ النقابي البارز الحبيب عاشور.

نعم، قرقنة هذه الربوع الجميلة الرائعة من ولاية صفاقس التي تبعد عن قلب مدينتها 16 ميلاً بحرياً، كانت ولا زالت أرض التلاقي والمحبة والتسامح وملتقى الحضارات ومنبع الخيرات البحرية.

اليوم، تنام قرقنة على كنوز وثروات طاقية من الغاز والبترول تمتد على قرابة 15 ألف هكتار. يقطنها شتاءً حوالي 30 ألف ساكن دائم، ويتضاعف عدد الزائرين صيفاً في موسم الذروة السياحي إلى قرابة العشرة أضعاف من المواطنين التونسيين والضيوف العرب والأجانب.

ولا شك فهي مصانة ومؤمنة بحرياً وبرياً أمنياً وعسكرياً، وتتميز بالأمن والأمان وبغلالها البيولوجية المتميزة ومنتوج لذيذ لنخلها المنتشر في كل مكان. يبقى مذاق أسماكها التي ترعى في أفضل الأعشاب البحرية الأروع عالمياً.

هذه لمحة عن قرقنة الفخر والعز والشهامة والكرامة والجود المتأصلة في أبنائها. دون أن ننسى أبناءها من جذورها القديمة والجديدة الذين يبلغ عددهم حوالي 500 ألف موزعين في جل المدن التونسية وبأغلب عواصم ومدن العالم.

منهم نخبة نعتز بها من العلماء والمثقفين والمختصين في التكنولوجيا الحديثة، متواجدين في أعتى الجامعات والكليات والمؤسسات المختصة في جل العلوم والتكنولوجيا الدقيقة وصناعة الذكاء والبرمجيات، وذلك بشهادة أهل الاختصاص الذين يعترفون بكفاءتهم ويعتزون بمستوياتهم العالمية.

قرقنة اليوم، رغم وزنها وأهميتها على جميع الأصعدة وخاصة السياحية والاقتصادية والطاقات البشرية، حظيت مؤخراً بعناية فائقة من النظام الحاكم حالياً وتم تأمينها براً وبحراً من كل المخاطر، خاصة من التونسيين وأفارقة جنوب الصحراء الذين يتم التدقيق فيهم عند ركوبهم البطاحات التي تجمع المسافرين يومياً. وهي بواخر مخصصة للمسافرين والبضائع ومستلزمات أبناء الجزيرة، وكل واحدة منها تحمل اسماً يميزها، وتعرف “بللود”.

وقد حاول البعض مؤخراً بث الشك والفوضى والفتنة عند التدقيق والتحري أمنياً ومنع عصابات تهريب البشر والمتاجرة بهم من جنسيات مختلفة دون منع العائلات التونسية أو السياح العرب والأجانب من زيارة هذه الجزيرة المتميزة في شكل أرخبيل يجمع عدة جزر صغيرة.

تبقى مطالب القراقنة من المقيمين هناك مستحقة في توفير تجهيزات طبية متطورة التي تفتقد لأطارات طبية وشبه طبية، وكذلك حقهم في طائرة عمودية تعوض طائرة الهليكوبتر التي كانت تستخدم لنقل الحالات الطبية في زمن وجود شركة بترولية باعت مستحقاتها وغادرت الجزيرة والبلاد.

وقد علمنا أن هناك إنجازات كبرى سيعلن عنها تتمثل في مناطق أمنية مجهزة وبواخر بحرية أمنية وعسكرية، وكذلك مشاريع تخص السياحة الإيكولوجية والمشاريع الصغرى والمتوسطة التي ستمولها جهات حكومية وبنوك عمومية.

كما سيتم تطوير النقل البحري الذي تم تدعيمه مؤخراً بباخرة عملاقة عصرية أطلق عليها اسم “المحيط” بمناسبة ذكرى تأسيس فريق كرة القدم العريق محيط قرقنة.

ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة، فإن الدولة تولي أهمية لكل طلبات القراقنة ومستلزماتهم وحقهم في العيش الكريم في جزيرتهم التي سجلت تاريخها في كتب التاريخ والحضارات على امتداد أكثر من ثلاثة قرون.

والله ولي التوفيق.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى