مع بداية كل موسم سياحي، يتحدث مسؤول في القطاع السياحي، سواء من وزارة الإشراف أو من جمعية مختصة، عن الخطط المستقبلية. وقد ظهر أحمد بالطيب، رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار، في برنامج إذاعي صباح اليوم، مُعلنًا عن تشجيع السياحة الداخلية من خلال إنشاء منصة رقمية تقدم أسعارًا تفاضلية للتونسيين ابتداءً من شهر جوان القادم. ومع ذلك، لم يُحدد نسب التخفيضات المتوقعة في النزل وديار الضيافة والإقامات…
على أرض الواقع، تبدو الفجوة واسعة بين التصريحات الرسمية وما يُعانيه التونسيون فعليًا. فالنظام الحالي للدفع في النزل والإقامات وديار الضيافة يُعقد الوضع؛ حيث يُطبق نظام الدفع المستقل لكل شخص، بخلاف الأنظمة المتعارف عليها في أوروبا وبعض الدول العربية، حيث يُحسب السعر بناءً على الغرفة بغض النظر عن عدد الأطفال. هذا يؤدي إلى أن يدفع التونسي، مثلاً، أكثر من ألف دينار يوميًا لإقامة عائلية لمدة يومين.
في حين يمكن للسائح أن يجد إقامة في نزل تونسي من فئة ثلاثة أو أربعة نجوم بأقل من عشرين يورو يوميًا، وهنا تبرز الحاجة الملحة لدراسة دقيقة وإرادة حقيقية لتحسين جودة الخدمات الفندقية وخاصة تحسين معاملة التونسيين لأننا تعودنا أن تغلق العديد من المؤسسات السياحية أبوابها أمام الحرفاء التونسيين في ذروة الموسم السياحي بحجة أن النزل محجوز بالكامل، مما يحول دون حتى الدخول لاحتساء قهوة أو تناول وجبة، وغالبًا ما يُفرض دفع مقابل مالي مقابل الدخول.
بين الوعود الرسمية والواقع المعاش، توجد فجوة كبيرة وخطوط لا تلتقي. ومن لا يصدق، فليتوجه إلى المنتجعات السياحية في جربة وسوسة والحمامات في “عز الصيف” ليُشاهد بنفسه الوضع الغريب الذي يتكرر كل عام، والذي يستحق المزيد من النقاش والتدقيق.
والله أعلم وللحديث بقية..
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب
تعليقات