اعتبر اليوم في تصريح لتونس الرّقمية أستاذ علم الاجتماع سامي بن نصر أنّ الازمة النّفسيّة و حالة الاحتقان التي يعاني منها الشّعب التونسي سببها الأساسي فقدان الأمل و ألم داخل كلّ مواطن ، و قال بن نصر إنّه قام بمحاولة إيجاد تعريف للظاهرة الحارقة فوجد أنّ التعريف الوحيد هو الهروب من واقع معلوم إلى واقع مجهول بحثا عن جرعة أمل.
و أشار محدّثنا إلى تفاقم جملة من الظّواهر الاجتماعية التي لها علاقة أساسا بجرعة الأمل، ومن بين هذه الظّواهر التي من الممكن ان تتمّ ملاحظتها بسهولة هي العزوف عن الشّأن العام و عن الانتخابات و ظاهرة النّقمة و النّقمة المضادة و الشيطنة و الشيطنة المضادة، معتبرا أنّ كلّ هذا سببه أساسا هو فقدان التونسيين للأمل.
هذا و أكّد أستاذ علم الاجتماع في سياق حديثه انّ كلّ المجتمعات قد تمرّ بظروف صعبة جدا كالازمات الاقتصاديّة و الاجتماعيّة و لكن المشكل الخطير هو أن توجد أزمة مع يأس، مشدّدا على أنّ التونسي أصبح مدمنا على الإحباط حيث اصبح يتفاعل فقط مع الاخبار الحزينة و المحبطة إلى درجة تحولّ الامر الى صناعته لاخبار مؤلمة من وحي الخيال، و كأنّ الامر تحوّل إلى “حاجة” لخبر مؤلم، ما أدّى بدوره إلى صناعة شعب الألم، وفق قوله.
و أوضح محدّثنا انّ هذا مرتبط بالتّطور الذّي شهده العالم، إذ توجد قوى كان دورها التاثير على الرأي العام و تطوّر هذا إلى توجيه الرأي العام ثمّ صناعة الرأي العام و من ثمّ صناعة الشّعوب، فأصبح بالتالي الشّعب التونسي كقطعة صلصال يتمّ تطويعها و تشكيلها…
و ما زاد الامر تعقيدا هو عدم وجود عقليّة إدارة الازمة من قبل جميع الحكومات المتعاقبة و لا حتّى عقلية الاتصال خلال الأزمة و ذلك اساسا لتوعيّة المواطنين بأنّ جميع الشّعوب التي قامت بثورات لم تجني ثمارها بل كانت مهمّة جني الثّمار من نصيب الأجيال اللاحقة،وفق تعبيره.
و عن امكانيّة حدوث انفجار اجتماعي أكّد محدّثنا أنّ جميع الظّروف متوفّرة نظريا و لكن عمليا هذا غير ممكن لأنّ هاجس عودة الطّبقة السّياسية التي حكمت بعد الثّورة يخيف الشّعب التونسي و هذا من الممكن أن يفهم اساسا في النّبذ الاجتماعي لهذه الطّبقة السّياسية و هذا النّبذ و الكره لجبهة الخلاص و الحزب الدّستوري الحرّ كان في صالح قيس سعيّد، و لكن لو ترك الشّعب التونسي كما هو لا كان هناك انفجار اجتماعي حتمي.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب
تعليقات