مجتمع

توسيع اآلفاق وتوثيق الروابط االقتصادية التثليث الفرنسي- االلماني – التونسي في اتجاه القارة االفريقية

ألول مرة، يجمع الحدث بتونس مختلف الجهات الفاعلة حول مسألة التثليث االلماني- الفرنسي – التونسي نحو القارة االفريقية.
ش ّكل هذا الحدث مناسبة لطرح التعاون الفرنسي االلماني والتزامه بدعم المؤسسات التونسية في مسارها نحو التدويل والتصدير إلى أسواق أفريقياجنوب الصحراء. وكان الحدث مناسبة ايضا للتأكيد على الفرص والتحديات المرتبطة بإفريقيا جنوب الصحراء وتحديدا منطقة التبادل الحر فيها «ZLECAF «وهي اتفاقية المعاهدة التي تم على أساسها إنشاء منطقة التبادل الحر القارية االفريقية.
وأحرزت هذه االتفاقية تقدما كبيرا على سلم التكامل االقتصادي ألفريقيا، أفضى إلى احداث سوق وحيد لفائدة 3,1 مليار نسمة وإتاحة فرص مهمة للنمو االقتصادي.
وتتميّز تونس باعتبارها رائدة في مجال تنفيذ هذه االتفاقية من خالل مساهمتها بفاعلية في المبادرة النموذجية للتجارة الموجهة trade Guided« « initiative . إن نجاح المؤسسة التونسية «Proklim MPC «التي تولت تنفيذ العملية األولى بمجرد حصولها على شهادة األصل في شهر ماي 2023 ،إلى جانب أكثر من 70 عملية تجارية، يقيم الدليل على التأثير الهام لهذه المبادرة. وتفخر المانيا بدعم شركائها األفارقة في هذا التمشي بإلتزام مالي ب287 مليون اورو في إطار منطقة التبادل الحر «ZLECAF «وفي المشاريع ذات الصلة في المجال التجاري.
اما تونس، فتستفيد من الدعم الخصوصي في نطاق استعدادها لخوض غمار التجارة مع الدول االفريقية بفضل تعزيز أنشطة مشروع االتفاقيات ا لتجارية مع أفريقيا «PEMA ( « ترويج انشطة التصدير نحو األسواق الجديدة الفريقيا جنوب الصحراء( الذي تتكفل به وزارة التعاون االقتصادي والتنمية األلمانية «BMZ « وينفذه مكتب تونس للوكالة األلمانية للتعاون الدولي«TUNISIE GIZ ، «وذلك بالشراكة مع وزارة التجارة وتنمية الصادرات ومركز النهوض بالصادرات« CEPEX « إن أكثر من 700 مؤسسة تم إسنادها على وجه الخصوص، عبر 4 هياكل تصدير ذات فاعلية، أثمرت حوالي 30 مليون أورو كرقم معامالت وخلقت 219 موطن شغل سنة 2023 .وبالتوازي، يوجد ما يقارب25 مشروعا في حالة نشاط في البالد التونسية، شغّل 170 ألف شخص باعتماد المساواة بين الجنسين خاصة من خالل منشآت تشرف عليها نساء.
هذه الديناميكية هي جزء يندرج ضمن رؤية أشمل للتعاون، حيث تعمل فرنسا من خالل مشروع« قوافل » على دعم المؤسسات التونسية في مسارها نحو اكتساب صفة الدولية وتوجهها نحو أفريقيا.
يهدف مشروع « قوافل» الممول من طرف الوكالة الفرنسية للتنمية «AFD «في إطار برنامج دعم القدرات التجارية«PRCC ; «إلى مرافقة عملية تدويل نشاط المؤسسات التونسية الناشئة والمتوسطة على مستوى القارة االفريقية.

وهو مشروع يتم تنفيذه من خالل مؤسسة «France Expertise «على مدى 36 شهرا بالشراكة مع وزارة االقتصاد والتخطيط وكذلك الجهات الفاعلة
في القطاعين العام والخاص، ويهدف في مجمله إلى تعزيز خلق فرص العمل والتنمية الشاملة في تونس مع تيسير وصول هذه المؤسسات إلى األسواق
االفريقية.
كما يعتمد مشروع« قوافل» نهجا كليا يغطي مختلف القطاعات األساسية على غرار التكنولوجيات الحديثة والصناعات الغذائية والتربية والصحة
وصناعة األدوية والمواد ذات االستهالك الواسع وشهادة فني محترف والخدمات ذات الصلة.
ومع التركيز بشكل خاص على السينغال وموريطانيا وجمهورية كونغو الديمقراطية وكينيا، يهدف المشروع أيضا إلى تحسيس
األطراف الفاعلة بأهمية فرص التدويل المتوفرة بالقارة األفريقية وتعزيز حضور المهارات التونسية.
كما يلتزم مشروع« قوافل» بتطوير مناخ األعمال وتيسير الحوار بين القطاعين العام والخاص من أجل الدعم الفعلي الندماج
المؤسسات التونسية في األسواق األفريقية.
وعلى الرغم من هذه التطورات الواعدة، فإن تنفيذ «ZLECAF «وتنمية المبادالت التجارية مع دول القارة االفريقية، يستوجب برمجةً على المدى المتوسط والمدى البعيد، تكون متصلة باستراتيجيات التنمية االقتصادية في البالد .
االلماني على أراضيها، والذي يج ّسد وحدة قّو ان تونس تسير على الطريق الصحيح وبإمكانها التعويل على التعاون الفرنسي – تين اوروبيّتين ملتزمتين بدعم التنمية االقتصادية واالجتماعية لبالدنا .
ان فرنسا والمانيا تعمالن على توحيد جهودهما قصد تعزيز القدرات التجارية وتحقيق اندماج المؤسسات التونسية صلب األسواق االفريقية وعولمة نشاطها. ويمكن القول بأن هذا التعاون إنما يقيم الدليل على االلتزام االوروبي القوي لمرافقة جهود تونس على طريق االزدهار واالستقرار االقتصادي من خالل توثيق الروابط بين البلدين والمساهمة في بناء مستقبل واعد للمنطقة بأسرها.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى