مجتمع

تونس : انزلاق حافلة تقل 30 تلميذا على حافة واد

تمكن أعوان الحماية المدنية بالتعاون مع أعوان شركة نقل تونس صبيحة اليوم الأحد 13 ديسمبر 2020 ، من رفع حافلة نقل عمومي علقت في أوحال الطريق المحلية رقم 616 الرابطة بين الملاحة والقفاية بطبربة منذ صبيحة السبت، بعد انزلاقها على يمين الطريق وعلى متنها أكثر من 30 تلميذ وتلميذة تعليم اعدادي وثانوي.

وتسببت الحادثة في حالة فزع في صفوف التلاميذ بعد أن مالت الحافلة على الجسر المطل على الوادي، وأثارت حالة احتقان بين المتساكنين ،الذين طالبوا بالإسراع بإنجاز أشغال تهيئة الطريق المبرمجة وفك عزلتهم التي تواصلت سنوات وفق تأكيد المواطن رمضان عمارة.
وأضاف أن الطريق مبرمجة للإنجاز حسب علمهم منذ أشهر، لكن الأشغال لم تنطلق بعد رغم الحاجة الملحة لتهيئتها وإصلاح مسارها المليء بالحفر والانزلاقات التي قد تتسبب في مزيد الكوارث خاصة مع تهاطل الأمطار محذرا من إعادة سيناريو حافلة عمدون.

الطريق المهيأة منذ 1986 حسب رواية متساكني المنطقة وعددهم حوالي125 عائلة، تحولت في السنوات الأخيرة إلى طريق المخاطر والمخاوف باعتبارها شريان المنطقة، وسبيلهم الوحيد وأبنائهم الطلبة والتلاميذ للوصول إلى طبربة والى المدرسة الابتدائية بالملاحة والإعدادية والمعهد الثانوي بطبربة.
تئن الطريق وسالكوها منذ ذلك التاريخ، تحت وطأة النسيان وازدحام المخاطر عليها، نتيجة الحفر والانزلاقات التي تزايدت في السنوات الأخيرة وزادت من عزلتهم ومضاعفة معانات التنقل اليومي ،وخاصة لتلاميذ المدرسة الابتدائية الذي يلتجئون إلى التنقل اليومي على أقدامهم أو في الشاحنات في غياب نقل مدرسي منظم وفق تصريح المواطن فوزي الرياحي.

تضاعفت معاناة التلاميذ أكثر مع انتشار جائحة الكورونا وترتيبات البروتوكول الصحي المدرسي والدراسة بنظام الأفواج ، إذ وجد تلاميذ المبيت المدرسي بالمعهد الثانوي بطبربة أنفسهم يخيرون العودة إلى منازلهم يوميا ، في حين لم تشمل سفرات حافلة النقل المدرسي سوي سفرتي ذهاب وإياب يومي الاثنين والسبت فقط حسب تصريح المواطن حسن الدعجي.
رحلة يومية ،دفعت الأولياء إلى إكتراء شاحنات تقل أبنائهم صباحا ومساء وسط صعوبات كبيرة خاصة مع قدوم موسم الأمطار وتزايد المعاناة مع الطريق وفي ظروف محفوفة بالمخاطر ..
لكن حادثة أمس السبت وانزلاق الحافلة على حافة الوادي أرعب الجميع، ليجددوا نداءهم الملحّ الذي اطلقوه منذ سنوات الى السلطات الجهوية، بضرورة الإسراع بتهيئة الطريق وتركيز العلامات الضوئية العاكسة، وتذليل صعوبات تنقلهم، وإنقاذ أبنائهم وحمايتهم من مخاطرها ،خاصة مع انسدال الظلام وتعذر الرؤية بها وفق تأكيد المواطنة يامينة بن منصور.
وقد حمّل شباب المنطقة وعدد منهم من حاملي الشهائد العليا، وضعية البنية التحتية للطريق، مسؤولية التسبب في جميع الاشكاليات والصعوبات التي تتخبط فيها المنطقة من بطالة وانقطاع مدرسي ونقص الاستثمار الفلاحي وغيرها، معتبرين أن تهيئتها وفق المقاييس وتوسعتها، سيجعل من منطقتهم قبلة المستثمرين خاصة في القطاع الفلاحي وفي الأراضي الدولية الممتدة هناك التي يريدون الحصول فيها على مقاسم.
كما أشار بقية المتساكنين إلى ضرورة تعلية الجسر على مستوى وادي عنزوز ، وتركيز قنوات التصريف التحتية على مستوى الوادي مباشرة، وليس على الجانب الآخر كما سبق القيام بذلك الأمر الذي جعل مياه الوادي تمر فوق الطريق المؤدية إلى القفاية 2 وتشكل خطورة كبيرة مع تهاطل الأمطار مشيرين إلى تسببها في جرف سيارة نقل ريفي وانقلابها وعلى متنها ركاب قبل سنوات وفق تاكيد المواطن عبد المجيد الدعجي ..
من جهتها أكدت مصالح الإدارة الجهوية للتجهيز لـ “وات” برمجة الطريق المذكورة ضمن برنامج التغليف السطحي للطرقات المرقمة لسنة 2020 ، وتخصيص اعتمادات بقيمة 700 ألف دينار لتهيئة وصيانة الطريق على مسافة 4،5 كلم ستنطلق أشغالها هذا الشهر وذلك بعد استيفاء جميع الإجراءات وانتهاء الدراسات اللازمة وإسناد صفقة الإنجاز لشركة مقاولات.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى