تونس تحتفل باليوم العالمي للرصد الجوي

تحتفل تونس إلى جانب سائر البلدان الأعضاء بالمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (OMM ) في الثالث والعشرين من شهر مارس من كل سنة باليوم العالمي للرصد الجوي، وقد اختارت المنظمة للاحتفال بهذا اليوم لسنة 2023 شعار الطقس والمناخ والمياه عبر الاجيال و تتزامن هذه الاحتفالات مع الذكري المائة والخمسين لتأسيس المنظمة الدولية للأرصاد الجوية والذكري الستين لإنشاء برنامج المراقبة العالمية للطقس وقد قررت المرافق الوطنية للأرصاد الجوية للدول الاعضاء بهذه المنظمة التي تأسست سنة 1873 تحت اسم منظمة الأرصاد الجوية الدولية ( OMI) جمع وتوحيد البيانات التي تدعم توقعات الطقس والرقي بالتعاون الفني والعلمي قصد المساهمة في الحفاظ على الارواح والممتلكات.

انطلقت بلادنا في عملية رصد العناصر الجوية منذ سنة 1885 وذلك ببعث أول محطة لقيس الأمطار والمعطيات المناخية بالسيدة المنوبية، ومباشرة بعد الاستقلال انظمّت الجمهورية التونسية سنة 1957 للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية حيث تم بعد ذلك وبالتحديد خلال سنة 1974 تغيير مصلحة الرصد الجوي وإحداث المعهد الوطني للرصد الجوي كمؤسسة عمومية تحت اشراف وزارة النقل تقوم بإدارة شبكة متكاملة لمحطات الرصد تغطي كامل تراب الجمهورية.
لقد عمل المعهد منذ تأسيسه على تطوير مختلف الأنظمة المستعملة لرصد وتحليل المعطيات الجوية والمناخية قصد التوقع بالطقس والقيام بالإنذار المبكر للتخفيف من حدّة الكوارث الطبيعية والمساهمة في حماية الأرواح البشرية ومختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية. كما شهدت السنوات الاخيرة إرساء خارطة اليقظة التي تهدف أساسا للإنذار المبكر بالظواهر الجوية الخطرة و تقديم النصائح والإجراءات اللازمة والمساهمة في مجابهتها والحد من مخاطرها.

مع الإشارة إلى اعتماد مبادرة الإنذار المبكر للجميع التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة بمناسبة إحياء اليوم العالمي للأرصاد الجوية لسنة 2022 خلال مؤتمر الأطراف السابع والعشرين ( COP 27) في شرم الشيخ وحظيت بدعم من البلدان المتقدمة والنامية ومن بينها تونس وكذلك من أسرة الأمم المتحدة والقطاع الخاص وتهدف إلى تمكين حوالي نصف أعضاء المنظمة الذين لا يزالون يفتقرون إلى نظم كافية للإنذار المبكر بالأخطار المتعددة حيث سيتم العمل في أفق 2030 على تمكين جميع الدول وخاصة الأقل نموا من حسن الإدارة والسيطرة على التبعات الاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن العوامل الطبيعية القاصية المرتبطة بالطقس والمناخ والمياه والبيئة.
ويواصل المعهد تنفيذ مشروع البرنامج المندمج للصمود ضد الكوارث الطبيعية الذي يهدف إلى دعم المرافق الحالية و تحسين أطر التبادل بين المعهد والمصالح المعنية بالديوان الوطني للحماية المدنية ووزارة الفلاحة والوارد المائية والصيد البحري وتحسين جودة بيانات الرصد و المراقبة ومنتجات النمذجة العددية وخدمات التوقعات الجوية والمناخية .
ومواكبة للتطورات التكنولوجية ولتدعيم السلامة المعلوماتية قام المعهد بتأهيل مركز معالجة البيانات Data Center)) الرئيسي وفقا للمعايير TIA-942 et ISO 27001ويندرج هذا المشروع ضمن تنفيذ المخطط الاستراتيجي للمعهد للفترة الممتدة بين 2016 و 2020 وقد انطلق العمل الفعلي لهذا المشروع منذ ديسمبر 2022 وفي نفس الاطار يقوم المعهد حاليا بتجديد شبكة الرصد وتركيز 59 محطة آلية وعدد من المحطات المطرية تغطي كامل تراب الجمهورية إضافة إلى تطوير وسائل تجميع وإرسال المعطيات والعناصر الجوية المرصودة و استغلالها حينيا.

و ينظم المعهد بهذه المناسبة خلال يومي 22 و23 مارس 2023 بمقره الكائن بنهج محمد على عقيد، حي الخضراء معرضا للعموم، يتم خلاله عرض مختلف المنظومات والأنشطة والوسائل اللوجستية القديمة والحديثة المستعملة لرصد مختلف المعطيات الجوية ومنظومات الانذار المبكر والزلازل والظواهر الفلكية بحضور ثلة من المختصين في مختلف المجالات.