صحة

تونس: في ظلّ الوضع الوبائي الحالي..التباعد الإجتماعي في أبهى تجلّياته..!

في ظلّ عودة مدرسية لم تعش على وقعها البلاد التونسية من قبل، حيث يعود التلاميذ والطلبة إلى مقاعد الدراسة في وضع وبائي خاص تسجّل فيه تونس يوميا مئات حالات الإصابة بفيروس كورونا ويتواصل فيها انتشار حلقات العدوى الأفقية بشكل كبير.

كلّ هذه الظروف جعلت من وزارة الصّحة تقرّر وفق النّاطق الرّسمي بإسمها نصاف بن علية ضرورة التعايش مع هذا الوضع وتُشدّد على أنّه لا مجال للعودة إلى الحجر الصحّي الشامل خاصّة وأنّ الفيروس من الممكن تواصل وجوده لحوالي السنة.

هذه الأوضاع الصّحية المختلفة جعلت وزارتي الصّحة والتربية تعلنان عن جملة من القرارات لتوفير عودة مدرسية آمنة للأطفال على غرار العمل بنظام الأفواج وغيره من القرارات ، التّي عملت مُختلف المؤسّسات التربوية على احترامها وفق ما رصدته تونس الرّقمية أمس في أوّل أيّام العودة المدرسية رغم تسجيل عدد من الخروقات على غرار إصرار الأولياء على التّجّمع أمام المدارس والمعاهد.

وهي خروقات لا يمكن تقبّلها في هذا الوضع من قبل مواطنين عاديين فما بالك إذا كانت هذه المخالفات تأتي من قبل رئيس دولة، الذّي ووفق الصّور الذّي أصّر فريقه الإتّصالي على نشرها في الصّفحة الرّسمية لرئاسة الجمهورية يبدو أنّه لم يسمع عن التوصية الأساسية لوزارة الصّحة ودعواتها المُلحّة على ضرورة التباعد الإجتماعي وتمّ نشر صور وهو يقبّل أحد الأطفال في مقاعد الدّراسة.

سيدي الرّئيس هذا الصنف من الصّور والحركات اعتدناها منك منذ تولّيك منصب رئاسة الجمهورية في نوفمبر الفارط، لكن كان عليك التفكير قليلا قبل الإصرار على مواصلة نشرها فصحّة الأطفال والإطار التربوي في هذه الظروف أهمّ بكثير من خدمة صورتك المعتادة.

سيدي الرّئيس من المفروض أن تكون أنت قدوة للصّغار قبل الكبار حتّى يتمّ تجنّب كارثة صحّية قد تحلّ بالبلاد في ظروف لم تعش بلادنا على وقعها من قبل، فلا نعلم ما إذا كان فريقك الإتّصالي يعيش في بلاد تضمّ 23 ولاية من أصل 24 حمراء من حيث نسبة الإصابة بكورونا أمّ أنّ مثل هذه الصّور مفضّلة عندك وما عليهم إلاّ طاعتك..

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى