صحة

تونس : في ظلّ الوضع الوبائي الحالي..هل تتفضّل وزارة الصّحة بالتعاون مع الصّحفيين لتقديم المعلومات اللاّزمة ؟

عدد الإصابات اليومية،فيروس كورونا، نسبة انتشار العدوى، طرق الحماية وغيرها، هي أكثر المواضيع التّي أصبحت تدور حولها حياة التونسيين اليومية، خاصّة في ظلّ الإرتفاع المتواصل لعدد الإصابات اليومية في مختلف الولايات.

أرقام لم تشهدها البلاد في موجة أولى كانت الإجراءات الوقائية فيها مشدّدة و صارمة و هو ما مكّن من السيّطرة على انتشار الفيروس والإعلان الرّسمي على تمكّن البلاد من التّغلب عليه بعد عدد من الأصفار المتتالية في عدد الإصابات.

هي أصفار سرعان ما تسارعت و ارتفعت منذ فتح الحدود في الـ27 من شهر جوان الفارط حيث أنّ الإصابات بكورونا أصبحت بالمئات يوميا و في ذات الوقت فاق عدد الوفايات أيضا الـ150 حالة، في حين لم يبلغ حتّى الـ50 في الموجة الأولى.

في ظلّ كلّ هذه الظروف و في خضم حالة الخوف التّي يعيشها التونسيون رغم مواصلتهم لحياتهم اليومية بصفة طبيعية و بوسائل الحماية المُمكنة نجد وزارة الصّحة تُعيد ما تقوله كلّ مرّة في ندوة صحفية أسبوعية لا تُقدّم في الأغلب الجديد غير الإرتفاع المُتواصل لعدد الإصابات بكورونا.

و لعلّه من الضروري أن نقدّم مثالا عن ذلك ففي آخر الندوات الصحفية للوزارة شدّدت الناطقة الرّسمية بإسمها نصاف بن علية على أنّ المستشفيات بصدد استقبال المرضى و أنّه يوجد بعض أسرّة الإنعاش لا تزال شاغرة.

في حين أنّه تمّ ليلة البارحة الخميس 24 سبتمبر 2020 عرض شهادة حيّة في أحد البرامج التلفزية تتمثّل في أنّ أحد الأشخاص حاول الإتّصال برقم 190 ليعلمهم بأنّه يحمل أعراض كورونا لكنّ لا من مجيب فخيّر التوجّه إلى أحد المستشفيات بالعاصمة لكن لم يتمّ استقباله في أي منهم و لم يتلقى أي إجابة ضافية على اسفساراته رغم أنّه أعلمهم أنّه كان من المخالطين لأحد المُصابين بكورونا.

هذا الوضع الوبائي الذّي تعيشه البلاد و الذّي يتزامن مع العودة المدرسية و الجامعية و مراكز التّكوين المهني ، تجعل التونسيين في حاجة لمعلومات دقيقة تجيب عن استفسارات بخصوص أوضاع صحّية لم يعيشوها من قبل.

لكنّ الجهة الرّسمية الوحيدة و هي وزارة الصّحة لا تقدّم هذه الإجابات فلا الناطق الرّسمي بإسمها و لا المُكلّف بالإعلام فيها شكري النّفطي يمكّنون وسائل الإعلام من الإجابات حيث أنّه وطيلة يومين كاملين لم يتسنّى لنا الحصول عليهم عبر الهاتف..

فمن الغريب أن لا يجيب المكلّف بالإعلام على هاتفه و الأغرب أنّ الناطق الرّسمي بإسم وزارة الصّحة لا يمكن للصّحفيين مهاتفتها في ظلّ هذا الوضع الصّحي ، فهلّ أنّ وزارة الصّحة تعترف بتقديم معلومات محيّنة على كورونا إلاّ يوم الأربعاء من كلّ أسبوع و كأنّ ببقيّة الأيام لا نسجّل إصابات و وفيات جديدة أمّ أنّهم يرون أنّ هذه النّدوة الأسبوعية التّي يتمّ خلالها تكرير معلومة أساسية و هي ضرورة تطبيق البرتكول الصّحي كافية لمدّ الشّعب التونسي بتطوّرات الوضع الوبائي في البلاد.

و يجب التنويبه إلى أنّ كلّ من يجوب الشوارع التونسية و يزور مختلف الأماكن العمومية يلاحظ نوعا من الوعي و الإلتزام بإرتداء الكمّامات و التعقيم من قبل المواطنين و المؤسسات على حدّ السواء و هو ما دعت إليه الوزارة مرّات متكرّرة لكنّ النتيجة لم يتمّ ملاحظتها إلى حدّ الآن.

أخيرا نذكر أنّ العديد من الأشخاص و الجهات يُطالبون بإعادة فرض الحجر الصّحي الشامل حتّى لمدّة أسبوعين ليتمّ التمكّن من تطويق الفيروس و الحدّ من انتشاره في حين أنّ السلطات المعنية أكّدت أنّّ هذه الفرضية غير ممكنة و ليست مطروحة تماما و هنا لا يسعنا إلاّ أن نرجو الوزارة أن تتفضّل بالتعاون مع الصحفيين و وسائل الإعلام في هذا الوضع الرّاهن و توفّر المعلومات المطلوبة حتّى يتسنّى للشّعب التونسي ن يدرك حقيقة أوضاع مُغايرة لما عاشه سابقا تماما.

ولا يجب أن ننسى أيضا إصدار الوزارة لبلاغين في يومين متتالين بخصوص التّصنيف الجديد للدّول في القائمات الخّاصة بإنتشار فيروس كورونا، حيث أعلنت اليوم أنّ بعض الدّول التّي صُنّفت أمس في القائمة الحمراء لا تخضع لنفس الإجراءات المنصوص عليها بخصوص هذه القائمة.

 

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى