صحة

تونس : من جديد..حجر صحي تحت شجرة قبالة مبيت المهاجرين بمدنين فأين المنظمة الدولية للهجرة ؟

إثر فترة وجيزة على توفير مكان لإيواء ثلاثة مهاجرين سودانيين بعد اضطرارهم لقضاء الحجر الصحي تحت شجرة نظرا لرفضهم من طرف المنظمة الدولية للهجرة، بعد فترة وجيزة تتكرر القصة بكل ما تحمله من مأساة و معاناة لأشخاص قادهم القدر إلى تونس وتحديدا إلى مدنين.

بعد فترة وجيزة هاهم مهاجران آخران يحملان أيضا الجنسية السودانية و يبلغان من العمر 18 و 20 يجدان نفسيهما تحت نفس الشجرة و في ظروف لعلها أصعب حيث التقت بهما مراسلة تونس الرقمية بالجهة و لم يكن لديهما سوى قارورة ماء ساخن وقت الظهيرة.

اقتربت منهما و تجاذبت معهما أطراف الحديث و قد أعلماها أنهما قدما مؤخرا من ليبيا هربا من خطر المجموعات المسلحة هناك حيث أنهما كانا يعيشان في منزل في ليبيا مع مجموعة أخرى من جنسيات مختلفة قبل أن يداهمهم مسلحون و يفتكو أموالهم وهواتفهم.

و قد هربا إلى تونس سيرا على الاقدام لمدة أربعة أيام من ثم سيرا على الاقدام أيضا من بنقردان إلى مدنين لمدة يومين ليستقر بهما الحال تحت ما بات يعرف ب”شجرة الحجر الصحي” أين قضايا إلى الآن نحو اسبوع بهذا المكان.

وضع انساني صعب و التدخل العاجل لمساعدة المهاجرين ضروري من طرف المنظمة الدولية للهجرة.. لكن الى متى سيتواصل المهاجرين إلى مدنين وإلى هذا المكان بالتحديد بل من يقف وراء ذلك ؟؟؟

هذا الأسئلة لا نسوقها من فراغ بل من منطلق معطيات تحصلت عليها مراسلتنا تفيد بأن أطرافا معنية بملف الهجرة تقف وراء ذلك حيث تقوم باجبار المهاجرين على التوجه نحو مدنين حتى من ولايات مجاورة و ليس فقط من الحدود و تنبههم بعدم الإفصاح عن الوجهة التي قدموا منها و التعلل بقدومهم من ليبيا خلسة عبر الحدود و هو ما لا يقبله المنطق لان الحدود تحت سيطرة الجيش والحرس الوطنيين بما يجعل مرور المهاجرين وصولا إلى مدنين دون التفطن اليهم مستحيلا.

هذا علاوة على تأكيد والي مدنين على منع أي محاولة لإجتياز الحدود و بتشديد الرقابة و إجبار اي متسلل على الدخول بطريقة قانونية عبر عبر معبر راس جدير الحدودي مع ليبيا دون سواه.

و بعيدا عن كل ذلك السؤال المطروح هنا لماذا تخلت المنظمة الدولية للهجرة عن دورها تجاه المهاجرين غير النظاميين حيث تولت السلط الجهوية في بداية جائحة كورونا التدخل لفائدتهم بأمر من والي الجهة الحبيب شواط في أكثر من مناسبة لكن و أمام تكرّر توافدهم أمر والي مدنين بمنع استقبالهم من الولايات الاخرى أو حتى من الحدود قبل توفير المنظمة الدولية للهجرة لمكان لايوائهم مدة الحجر الصحي و رفع عينات منهم ثم نقلهم بعد التثبت من عدم حملهم الفايروس إلى مبيت المهاجرين بطريق جربة لكن المنظمة الدولية للهجرة تتعمد تناسي الدور المنوط بعهدتها في شأن الإحاطة بالمهاحرين غير النظاميين.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى