مجتمع

تونس: نزيف “الحرقة العائلية” يُدمّر أسرا بأكملها..طفلة ناجية تروي تفاصيل مُرعبة لـ”الرقمية” (تصريح)

تأبى القصص المأسوية المرتبطة بوهم الملاذ بـ”الحرقة” أن تنتهي..وهاهي الحوادث المؤلمة تتوالى الواحدة تلو الأخرى عاصفة بحياة التونسيات والتونسيين دون أن تتمكن لا أجهزة الدولة ولا مختصوا علم الاجتماع من فك طلاسمعها والحيلولة دون تمددها المرعب كالسرطان في جسد هذا الوطن..

جدّد المأساة هذه المرة في سواحل “القراطن” بجزيرة قرقنة من ولاية صفاقس أين ابتلع البحر أسر قيروانية أصيلة منطقة “بئر الحلو” التابعة الى معتمدية الشراردة حين كانوا بصدد اجتياز الحدود خلسة نحو السواحل الإيطالية.

المأساة ضربت عائلتين، امرأتين (بنات عم) وأبناهما الثلاثة الصغار.. قضت بنتي العم بمعية طفلين ونجت فتاة واحدة فقط يوم أمس الأول إثر غرق الزورق الذي يقلهم من قرقنة في طريقهم الى مدينة “لامبادوزا” الإيطالية.

وروت الطفلة الناجية لمراسل “تونس الرقمية” بالجهة تفاصيل عملية “الحرقة” وكيف عايشت الموت ونجت بأعجوبة قائلة “كنا 30 شخص و5 أطفال..وجدنا الزورق في وضع سيء..وصاحب الزورق قال لنا يجب أن تنزلوا البحر..من يجيد السباحة نجى وما لا يعرف غرق..أنا تمسكت بفتاة تسبح بكرة كبيرة وبرجل يسبح ببيدون..الى حين بلغنا زورق آخر أوصلنا الى الحرس..”.

وأرجع أهالي العائلتين ومتساكنوا هذه المنطقة نزوع ابناء الجهة نحو خيار “الحرقة” إلى الظروف المعيشية الصعبة التي دفعتهم هم وغيرهم لإتخاذ قرار” الحرقة “مهما كانت التكاليف والأخطار نتيجة تهميش منطقتهم على جميع الواجهات واستقالة الدولة.

من جانبه اطلق رئيس بلدية الشراردة،محمد الصغير البعزاوي في تصريح لمراسلنا صيحة فزع ونداء استغاثة من هذه الظاهرة الجديدة التي اصبحت تنظاف الى مأساة “الحرقة” ما يعرف بالـ”الحرقة العائلية” حيث أصبح التونسيون يلقوان بأنفسهم وعائلاتهم واطفالهم في عرض البحر بحثا عن أمل في حياة أفضل في الخارج مضيفا “الوضع الاجتماعي والاقتصادي صعب جدا في المنطقة..والدولة مُتخلية عن دورها الاجتماعي الذي يُمكن أن يعدّل الوضع ويبعث بعض الأمل في الناس..”.

ولفت المتحدث الى أن زورق “الحرقة” ركب به 114 شخص في حين أنه يقل 60 شخص كحدّ أقصى مضيفا “بينهم 20 من الشراردة..5 وجودوا متوفين والبقية مازالوا مفقودين”.

ودعا رئيس البلدية أجهزة الدولة الى التفاعل مع مطالب أبناء الجهة لتحسين الظروف المعيشية والتقليص من هذه الظاهرة الكارثية قدر الامكان.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى