مجتمع

تونس: وضع صحّي عليل.. و زادته الكورونا علّة: مواطنة تروي معاناتها من تهميش المستشفيات وانتهازية المصحّات.. [تسجيل]

" ]

حادثة لم تعد بالغريبة اليوم في تونس بعد تفشي فيروس الكورونا، حيث و في كلّ مرة أصبحنا نسّجل وفيات في صفوف مواطنينا ليس بفيروس الكوفيد 19 في حد ذاته لكن لعوامل أخرى: فإمّا بسبب خوف الإطار الطّبي و الشّبه الطّبي من مريض يشتبه في إصابته بالكورونا ليتبيّن فيما بعد أنّ نتيجة تحليله سلبية أو لعدم توفر أسرّة الإنعاش التي تم تخصيص أغلبها لمرضى كورونا، أو لعجز المستشفيات على إستيعاب الحالات الاستعجاليّة، هي أنباء لم تعد غريبة على مسامع التونسي اليوم، و هو تقريبا التجربة التّي ستفيدنا مواطنة ببعض تفاصيلها في تصريح مفصّل.

فقد أوضحت أحدى المواطنات لتونس الرّقمية اليوم أنّها لم تستطع إسعاف والدها الذّي يعاني من مرض السّكري و من ضيق تنفّس في نفس الوقت لانعدام سرير إنعاش.. إلّا بعد عناء طويل.

المصحات الخاصة تشترط 20 ألف دينار لمعالجة المرضى من غير المصابين بالكوفيد 19:

و في التفاصيل أفادت محدثتنا أنّه و مع تعكّر الحالة الصّحية لوالدها و التي استوجبت حسب طبيب العائلة نقله للمستشفى بسبب ارتفاع السّكري لديه و صعوبة في التنفس، قامت بنقله بسيّارة اسعاف إلى مصحّة خاصة لمعالجته، مشيرة في ذات السّياق إلى أنّ والدها لا يعاني من فيروس كورونا إذ أنّه أجرى تحليل PCR و  كان سلبيا، و لكن و قبل القيام بأي إسعافات أوّلية لإنقاذ حياته اشترطت المصّحة صكّا بـقيمة 20 ألف دينار … و الحال أنّها لا تمتلك هذا المبلغ و لكن قبلت الشّرط مقابل إنقاذ حياة والدها.

غياب أسرّة الإنعاش بالمصحّات الخاصة: 

و من ناحية أخرى أكّدت المواطنة أنّها و بالرّغم من قبولها بشرط المصحّة الخاصة إلا أنّ أسرّة الإنعاش لم تكن متوفّرة، و هو الحال أيضا بالنّسبة لـ 4 مصحّات خاصة أخرى، حيث أنّها بقيت في سيّارة الإسعاف تبحت عن مكان شاغر لوالدها.. أو بالأحرى على فرصة واحدة تعيده للحياة.

الحلّ في المستشفى العمومي… و لكن:

و مع انعدام الأمل في إيجاد سرير إنعاش شاغر بإحدى المصحات الخاصة توجّهت الإبنة لمستشفى منجي سليم أين أخبرها الإطار الطّبي و الشّبه الطّبي أنّه بإمكانهم قبول والدها و القيام بالاسعافات اللاّزمة أمام تدهور حالته.. و لكن المشكل هنا في أنّ السرير الموجود بالمستشفى المذكور بقاعة يتمّ فيها وضع المرضى بفيروس كورونا و الحال إنّ والدها لا يعاني من كورونا و لكنّه شيخ سبعيني مصاب بمرض السّكري و ضيق التنفس، و من الممكن و إن تمّ إنقاذه من ما يعاني منه أن يصاب بالكوفيد 19، وهو ما سيعكّر حالته، وفق قولها، مما أجبرها على العودة للبحث عن سرير إنعاش في مصحّة خاصة.

هل استعدّت المستشفيات العمومية و المصحات الخاصة لانتشار فيروس كورونا؟

و كإجابة على هذا السّؤال تحديدا أكّدت أنّ الوضع يعد كارثيا و العجز و عدم إستعداد وزارة الصّحة و المستشفيات العموميّة و المصحات الخاصة فاق كلّ التوقعات، إذ أنّ انتشار الفيروس أصبح حقا بمثابة الكارثة اليوم، حيث انطلقت رحلة البحث عن سرير إنعاش لوالدها منذ الثالثة بعد الزّوال يوم أمس لتتواصل إلى حدود الواحدة و النّصف صباحا أين تمّ إيجاد سرير بمستشفى شارل نيكول الذّي تكفّل بوالدها الشّيخ السّبعيني.

إطار طبي و شبه طبي يواجه حربا في ظلّ وضع كارثي:

و علّقت محدثتنا على الوضع الموجود في تونس و التجربة التي خاضتها بأنّه “من لا يملك مالا في تونس أصبحت حياته مهدّدة و معرّض للموت في أي لحظة” واصفة الوضع الصّحي بـ”المنكوب”، مؤكّدة أنّه و من النّاحية الأخرى الإطار الطّبي و الشّبه الطّبي يواجه حربا بإمكانيات منعدمة و هو ما يشكّل مأساة بسبب تجاهل الدّولة و عدم وعيها بفداحة ما يحدث في المستشفيات…

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تصريح مصدر تونس الرّقمية

تعليقات

الى الاعلى