إنتخابات 2019

تونس: ونحن في أوج الحملة الانتخابية..هل ألقى المرشّحون نظرة على أوضاع المواطنين مساء الأمس؟

حتّى الساعة الخامسة من مساء أمس الثلاثاء 10 سبتمبر 2019، كانت الحركة في مختلف مناطق العاصمة عادية حيث بدأت بعض مظاهر الإكتظاظ في الظهور وهو أمر مألوف في بعض الساعات يوميا نظرا لتزامنها مع توقيت خروج الموّظفين من مكاتبهم.

إلاّ أنّ بعض الدقائق بعد الخامسة كانت كفيلة بتغيير صورة العاصمة بمختلف مناطقها تغييرا جذريا، فأصبحنا نشاهد صورتين فقط، طوابير من السيارات العالقة الغير قادرة على التّحرك ولو قليلا، ومواطنون عاديون لم يجدوا من الخيارات أمامهم إلاّ نزع أحذيتهم والسّير على الأقدام علّهم يصلون منازلهم في مسافات قد تتطّلب منهم ساعات طويلة.

حال أصحاب السيارات هذه المرّة، الأكيد أنّه لم يكن أفضل بكثير من هولاء المترجّلين، فمن إعتاد منهم الوصول للمكان المقصود في بعض الدقائق استغرق ليلة البارحة ساعات وساعات تُعادل التوقيت الذّي يستغرقه التنّقل من شمال تونس إلى بعض ولايات جنوبها.

في الطّريق من وسط العاصمة نحو ولاية أريانة كان المشهد كئيبا جدّا، فالجمع بين طوابير السيارات الواقفة والمواطنين الغارقين في برك المياه لا يمكن إلاّ أن يزيد في حدّة توتّر الجميع، وفي خضّم كلّ هذا مرّ أحد المسؤولين في الدولة، وزير التربية حاتم بن سالم في سيارته، وهي فخمة وآخر موديل طبعا، لم يكن مرفوقا بسائق بل كان هو شخصيا من يعاين صعوبة السياقة في مثل هذه الأوضاع، فهل تجعله التجربة التّي مرّ بها ليلة البارحة يُحادث زميله وزير التجهيز ورئيسه في العمل رئيس الحكومة في ضرورة العمل على محاولة تجنّب مثل هذه الأوضاع ونحن في انتظار موسم شتاء طويل.

إلى جانب سيارة الوزير رافق الشعب التونسي طيلة مختلف رحلاته الطويلة أمس بالعاصمة، وعلى امتداد كافّة الشوارع تقريبا، صور كافّة المرشّحين للإنتخابات الرئاسية تقريبا، في معلقات اشهارية تحمل صورهم البشوشة وشعاراتهم الرّنانة التّي كرّورها طيلة الأسبوع الفارط من الحملة على مسامع متساكني مختلف الجهات، فهل كان هؤلاء المرشّحون على إطّلاع، حتّى عبر فيديوهات غزت مواقع التواصل الإجتماعي في هواتفهم، على ما عاشه شعب يطلب منه الجميع اختياره يوم الإقتراع آخر هذا الأسبوع، أم كانوا، وهي الفرضية الأرجح، يُفكّرون فيما تبقّى لهم من أيّام في الحملة الإنتخابية يتمّكّنون خلالها من مزيد بيع الأوهام لهذا الشعب.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى