مجتمع

تونس: يوم دراسي بمقر ولاية مدنين حول مشروع الحديقة الجيولوجية بالجنوب الشرقي

انتظم أمس يوم دراسي بمقر ولاية مدنين حول مشروع الحديقة الجيولوجية بالجنوب الشرقي التونسي، الذي انخرط الديوان الوطني للمناجم وعدة شركاء في تركيزه في إطار سلسلة من التظاهرات المماثلة التي تتواصل بولايات الجنوب الشرقي الثلاثة قابس ومدنين وتطاوين وهي مناطق تدخل المشروع الممتد على مساحة 6 آلاف كيلومتر مربع، وقع اختيار حدودها مبدئيا حسب المعطيات الجيولوجية المميزة.

وتهدف هذه الأيام الدراسية التي ينظمها الديوان الوطني للمناجم، إلى التعريف بهذا المشروع الأول من نوعه في تونس، وتقديم أبرز خطوات إنجازه منذ سنة 2016، والمراحل المستوجب القيام بها عبر عدة متدخلين لضمان نجاحه في أن يكون حديقة جيولوجية عالمية لليونسكو، وخاصة بعد أن حظي ملف ترشح هذا المشروع إلى اليونسكو بالقبول المبدئي، وصنف في المرتبة الثانية بعد مدغشقر من بين 16 دولة عربية وافريقية مشاركة في مبادرة أطلقتها منظمة اليونسكو والشبكة العالمية للحدائق الجيولوجية لمساعدة الدول على إحداث حدائق جيولوجية والترفيع في عددها الضعيف الذي لا يتعدى حديقتين بافريقيا والدول العربية من جملة 169 حديقة ب 44 دولة، وفق ما اكده مهندس عام مدير مركزي تقني بالديوان الوطني للمناجم فوزي صحة.

وسيمكن هذا الاعتراف بالمشروع من الدعم من منظمة اليونسكو والشبكة العالمية للحدائق الجيولوجية، ووضع خبراء على الذمة للمساعدة فنيا وتقوية قدرات ومؤهلات الفريق العامل بالمشروع، حتى يتم تقديم ملف الترشح الى اليونسكو سنة 2023 للحصول على رمز التصنيف “حديقة جيولوجية عالمية لليونسكو” وبالتالي الانضمام إلى الشبكة العالمية.

ويتميز مشروع تركيز الحديقة الجيولوجية بالجنوب الشرقي التونسي بعدة مقومات متنوعة، من مواقع جيولوجية، ومواقع أثرية وقصور وقرى بربرية وحياة برية، حيث توجد داخل حدود هذا المشروع عدة آثار تمتد على حقب جيولوجية، منذ ما قبل 250 مليون سنة الى بداية وجود الانسان، من ذلك وجود مواقع جيولوجية كترسبات ونباتات متحجرة إلى جانب بقايا وآثار اقدام الديناصورات ووجود حوض ديناصور و17 فقرة لذيله تحت طبقة من الحجر الرملي، واكتشاف جمجمة أكبر تمساح بحري يقدر عمره ب120 مليون سنة، وفق رئيس المشروع محسن بن حسن.

وقد تم في إطار المشروع قطع عدة خطوات، ومنها جرد المواقع الجيولوجية المميزة، وحشد عدة فاعلين حول المشروع ودراسة جدوى وخارطة طريق، وشراكة مع المجالس الجهوية واتفاقيات شراكة مع حدائق جيولوجية أوروبية، وإحداث لجنة وطنية للحدائق الجيولوجية لأول مرة في تونس، مع عدة خطوات اخرى.

ويتطلب تركيز هذا المشروع عملا تشاركيا كبيرا، يستوجب تحديدا نهائيا لحدود المشروع والحفاظ على التراث الجيولوجي، والإعلام والتوعية وتثقيف الجمهور، وإرساء أسس تنمية السياحة الجيولوجية.

وبإنهاء هذه المرحلة بنجاح، سيتم إسناد رمز التصنيف من قبل اليونسكو، لتكون هذه الحديقة جيولوجية عالمية.

وحسب محمد الصادق الدبابي، رئيس جامعة السياحة الأصيلة بوجهة الظاهر، كأول وجهة سياحية تعني بالسياحة البديلة والأصيلة، فقد قامت الجامهة بإعداد عدة أنشطة تندرج في نطاق مشروع الحديقة الجيولوجية لإثراء المنتوج المتواجد بها، ومنها إنجاز (قبل عامين) أول مسلك في تونس للمشي على الاقدام على طول 217 كلم فيه عدة محطات ذات طابع جيولوجي، على أن يقع افتتاحه عبر أنشطة وبرنامج متكامل في شهر ديسمبر المقبل، إلى جانب إنجاز كتيب دليل يحتوي على عدة محطات جيولوجية.

كما تم إنجاز مشروع، هو الأول في تونس، يهم الانخراط في الحصول على العلامة المميزة « الوجهة الخضراء »، الذي تمنحه المنظمة العالمية للسياحة، وذلك عبر مرحلتين نجحت الجامعة في أولاهما، ومرت إلى المرحلة الثانية، التي تتطلب أنشطة أكثر، وتشريكا أوسع للمتدخلين. وبإنهائها، يتم إسناد العلامة.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى