مجتمع

دراسة حديثة للكريديف تدعو الدولة إلى أكثر حزم في محاربة الفكر التكفيري والجريمة المنظمة والاتجار بالبشر

دعت دراسة للوقاية من التطرف العنيف تحت عنوان “دور النساء والشباب في الوقاية من التطرف العنيف” أعدها مركز البحوث والدراسات و التوثيق و الإعلام حول المرأة “الكرديف”، الدولة إلى اكثر حزم في محاربة الفكر التكفيري والجريمة المنظمة والاتجار بالبشر.

واعتبرت الدراسة، التي تم تقديم مخرجاتها خلال ندوة عقدت اليوم الجمعة 3 مارس 2023، أن الدولة تتعامل بشكل متراخي مع الملفات الحارقة المتعلقة بالفكر التكفيري والجريمة المنظمة والاتجار بالبشر، بالرغم من أن هذه الآفات تشكل خطرا كبيرا يهدد الشباب التونسي ومستقبل البلاد.

وأبرزت المديرة العامة للكرديف ثرية بالكاهية، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، أن الدراسة التي تم الانطلاق في انجازها سنة 2019 و شهد تعثرا بسبب انتشار آفة الكوفيد 19، يهدف إلى تنمية قدرات الفاعلين الاجتماعيين من شباب ونساء والفاعلين الحكوميين وغير الحكوميين على مستوى المحلي حول كيفية الوقاية من التطرف العنيف.

وبينت أنه تم من خلال هذا البحث استقراء الواقع ومحاولة فهمه فيما يتعلق بانتشار التطرف العنيف، اعتمادا على مقاربة نفسية اجتماعية تم اعتمادها ضمن بحث ميداني شمل مجموعات بؤرية ووتخللته مقابلات مع العديد من الفئات النسائية ومع الفاعلين الحكوميين الممثلين للعديد من القطاعات المتدخلة ومع المجتمع المدني بجل ولايات الجمهورية.

وأضافت أنه تم القيام ضمن هذا البحث بورشات تدريبية لفائدة العديد من الفاعلين الحكوميين وغير الحكوميين وممثلين عن المجتمع المدني حول الوقاية من التطرف العنيف وذلك تحت اشراف خبراء تونسيين ودوليين.

وأوصى البحث بضرورة العمل على اتخاذ إجراءات موحدة حول كيفية التنسيق والتدخل وإعداد البرامج فيما يتعلق بتوفير الإحاطة للأطفال المهددين بالعنف وسوء المعاملة والتسرب من المدرسة وسوء التغذية والفقر، مما يضفي على هذا المسار فاعلية أفضل وسرعة أكبر.

ودعت الدراسة إلى ضرورة العمل على تجذير مبادئ الإسلام المشتركة بين البشرية جمعاء مع الحرص على الانفتاح على مبادئ الديانات التوحيدية الأخرى من أجل الحد من النظرة العدائية لفئة من المجتمع التونسي للديانات الأخرى، و العمل على مراقبة و توجيه الخطاب الديني الذي يقع نشره بالمدارس القرآنية والكتاتيب القرآنية وجمعيات تعليم القرآن.

واوصت بضرورة دعم مؤسسة الأسرة للقيام بدورها في حماية أطفالها ورعاية تنشئتهم على أفضل وجه وذلك عبر تدريب العائلات حول كيفية الكشف المبكر عن علامات تورط أبنائهم في أي سلوك متطرف أو منحرف وتزويدهم بالآليات اللازمة للتدخل في الوقت المناسب.

وفيما يخص المناهج التربوية اقترحت الدراسة تغيير عنوان مادة “التربية الإسلامية” باسم “التربية الدينية” على أن يرافق هذا التغيير تحولا في محتوى هذه المادة عبر تضمينها جميع الديانات التوحيدية مما يمكن المتعلم من الانفتاح على الآخر واحترامه.

كما اوصت بإدراج مواضيع احترام الاختلاف وأهمية القيم الإنسانية، في البرامج الدراسية الجامعية مما سيمكن من إنتاج شباب يتحلى بسلوك واع يتسم بالمرونة ويبتعد كل البعد عن التطرف بالاضافة الى تدريب الشباب على المهارات الشخصية مثل تقوية المهارات القيادية والتواصلية وإدارة الأزمات وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وتحكمهم أكثر في مشاعر الغضب والكراهية، لوقايتهم من التورط في شبكات الاستقطاب والارهابية.

وشددت الدراسة على دور الاعلام في التوعية حول أهمية احترام الآخرين وابراز الآثار السلبية للعنف، فضلا عن وضع حد للبرامج الإعلامية التي تبث محتوى مهينا وعنيفا وعنصريا يمس من كرامة الإنسان ومبادئ العيش المشترك.

ومن جهتها كشفت وزارة الأسرة والمرأة والطفولة كبار السن آمال بالحاج موسى، أنه سيتم خلال الأيام القليلة القادمة الانطلاق في بناء فضاء نموذجي لإحاطة بالأسرة في قرية السلاطنية بولاية سيدي بوزيد باعتمادات تقدر 4 مليون ألف دينار دون اعتبار تكلفة التجهيزات.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى