مجتمع

صفاقس: مقهى لكلّ 285 ساكنا … وأماكن أصبحت تلقّب بشوارع “البن”

 

صفاقس مدينة العمل وصناعة الثروة تخترقها المقاهي لتنتشر في اغلب احيائها السكنية وتختنق المدينة بانتشار قاعات الشاي.

تحول بعض الاماكن في ضواحي المدينة وعلى خطوط ” حزام بورقيبة” الى مركبات حديثة تقدم القهوة وفطور الصباح في تجمعات تفوق فيها اعداد المقاهي العشرين فضاء في عمق اماكن كانت بالأمس اراضي فلاحية يفتخر بها ناس المدينة وتسمى الأجنة.

الأجنة وهي مزارع يتصدرها شجر اللوز والتوت واشجار الفواكه والكرم تموت اليوم في زخم العصر لتزول هذه الاراضي وتصبح وعاءات يحتلها العاطل عن العمل ومركبات طاولاتها تحول الى ملهى يلعب فيه مرتادوها الرهان الرياضي وتنشر فيها ظاهرة المراهنات الرياضية الإلكترونية في أوساط الشباب لتكون المقاهي قبلة تستقطب عشاقا ضالتهم في مواقع متخصصة في الرياضة مثل “بي وين” و”بلانات” و”سوفوت” وغيرها من مواقع التكهنات الرياضية التي تجتذب الآلاف من الزبائن يوميا.

اصبحت بعض الشوارع في صفاقس تلقب بشوارع “البن” والرائحة تسكن المكان وتخترق الانوف لتعدد المقاهي فيها وتحتل الشوارع بكراسيها المنتصبة على قارعة الطريق وفوضى احتلال المساحة تعطل حركة المارة وتوحي بجمود المجتمع لاكتضاضها بالرواد حيث بلغ عدد صالونات الشاي والمقاهي في بعض هذه الاماكن ما يعادل 20 مقهى في منطقة واحدة.

فاقت مصاريف انشاء هذه الوعاءات المليارات لتصبح ارقام المقاهي في صفاقس تفوق أعدادها 4200 مقهى لمليون و 200 ألف متساكن أي بمعدل مقهى لكل 285 ساكنا دون احتساب ” المشربات ” والمقاهي الغير مرخصة وكلفة مقهى عصري تفوق المليار أي انها تعوض مشروع مصنع يشغل اكثر من 50 عاطل لتتعطل الذهون وتصبح الافكار حبيسة الكرسي والفنجان والشيشة.

اصبحت صفاقس مدينة المقاهي بامتياز يعمها الركود وتنتشر فيها البطالة ويحتل شبابها كراسي تحملهم الى عالم السفر عبر المواقع الاجتماعية وحب الالعاب الالكترونية وفضاء الرهانات الالكترونية وعشق الجلوس .

وكل هذا البذخ مأتاه القوانين الجديدة التي تكتفي بكراس الشروط عند فتح المقهى لدرجة ان المقهي اصبح يفصل بين مقهيين في مشهد مضحك مبك …في مدينة عرفت بنشاطها وحب اهلها للعمل ولكن تغير اليوم كل شيء .

غابت المشاريع التي تحقق القيمة المضافة وتفتح افاق مواطن الشغل لتتصدر مشاريع الغباء والكسب السهل مدينة الاستثمار وصناعة الثروة صفاقس الماضي .

رياض الحاج طيب

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى