علم نفس: ماذا تفعل عندما يبدو أن كل شيء يسير بشكل خاطئ؟

يمنحنا تحكّمنا في سير الأحداث إحساسًا بالأمان الوهمي، قد يخلّف لنا شعورا كبيرا بالألم في حال فقدان. ووفقا لعلماء النفس، فإنّه عندما يبدو أن كل شيء يسير على نحو خاطئ، فمن الضروري التركيز على الذات.

*ما الذّي يجعل فقدان السيطرة مخيف جدا؟

يعتبر التحكم في أحداث حياتنا أمر ضروري جدّا لمعظم الأشخاص، فنحن نحب الروتين ونفضّل أن نكون مدركين لما حولنا، لنتمكّن من برمجة خططنا المستقبلية، حيث نرغب دائما في أن تسير الأمور كما هو متوقع،ونؤمن بقدرتنا على حماية أحبائنا من تقلبات الحياة.  ومع ذلك، في كثير من الأحيان، يكون من المستحيل السيطرة على مسار الأحداث والتحكم في مجرياتها. وفي ظلّ السعي للسيطرة على كل شيء، نتحمل مسؤولية كبيرة بإدعائنا أنّنا نعرف ما هو صحيح وما هو خطأ. إلاّ أنّنا في وقت ما، ندرك أن مجال سيطرتنا محدود في أفكارنا وأفعالنا الخاصة.

*كيف نتعامل مع الشعور بالعجز؟

في بعض الأحيان لا تسير الأمور كما خططنا لها وهو ما يجعلنا نشعر بالعجز، حيث نشعر أنّ الحياة حولنا تسير بطريقة مشوشة ولا نتمكّن من التعامل مع جملة من المشاكل. عندها نفهم أهمية أن نصبح “عين العاصفة”: ملاذًا للهدوء في وسط العاصفة. على الرغم من الفوضى المحيطة، يمكننا أن نبقى ثابتين وهادئين.

*ماذا نفعل لإستعادة السيطرة على مسار حياتنا؟

عندما تخرج الحياة عن نطاق السيطرة، من الضروري التركيز على ما يمكنك التحكم فيه. من خلال توجيه انتباهك نحو نفسك، ذلك سيساعدك على ايجاد الشعور  بالأمان والسلام. ولكن كيف يمكن تحقيق ذلك؟ فيما يلي بعض الاستراتيجيات:

-خذ بعض الوقت بمفردك للتفكير في حياتك وقلل من ضغط جدولك بتقليل الالتزامات الزائدة.

-التركيز على الحاضر والتأمل.

-قضاء بعض الوقت في الطبيعة،بعيدًا عن التشتت التكنولوجي.

-اعتني بالنباتات أو مارس اليوغا.

-طلب المساعدة من طبيب نفساني أو معالج نفسي.

-إجراء محادثة صادقة مع صديق.

-إعداد ترتيب أولوياتك وتحديد أهدافك لتنظيم الفوضى المحيطة بك.

-استمع إلى الموسيقى ومارس الرياضة بانتظام.

-الحد من الاتصال بالأشخاص السلبيين وتنظيف مساحة المعيشة الخاصة بك للتحكم بشكل أفضل في بيئتك.

-السباحة أو الاستحمام للمساعدة على الاسترخاء.

-قم بالتلوين أو الرسم، واحصل على قسط كافٍ من النوم للتعافي.

*التعرف على علامات الإنذار:

-القلق باستمرار، والبكاء في كثير من الأحيان.

-المعاناة من الأرق.

-الشعور بالإرهاق الدائم.

-المعاناة من الصداع أو التوتر المستمر في العضلات.

-فقدان الشغف وفقدان الطاقة والقدرة على التركيز.

-اضطرابات في الأكل.

-سرعة الغضب.

يبدو الأمر كما لو أننا جميعًا يجب أن نكون بخير دائمًا. حيث أنّ التخلي عن الابتسامة المزيفة المعتادة والاعتراف بالضعف في بعض الأحيان ليس بالأمر السهل. إلاّ أنّ الجميع قد يمرّ بأوقات عصيبة وفترات مضطربة في الحياة، فهو أمر طبيعي وانساني.