“فاتن أمل حربي”: الفقه ليس الدين..حين تكون الدراما قاطرة لتغيير قانون الأحوال الشخصية

نعم..الفن أداة متعة وابداع..لكنه أيضا متى وجدت الارادة، يكون قاطرة تغيير وفعل وتأثير وطرح بدائل..ولهذا يخشاه أصحاب العقول المظلمة خاصة متى كان مبسطا وقادرا على دخول البيوت وملامسة أوجاع الناس..

هذه السنة قدم ابراهيم عيسى فضاء آخر للمصريين ولعموم العرب لنقاش حول جدلية ” قانون القوة أم قوة القانون” عبر تأليفه لمسلسل “فاتن أمل حربي” والذي يعرض ضمن موسم مسلسلات رمضان 2022، من اخراج محمد جمال العدل وتؤدي دور البطولة فيه نيلي كريم بمعية كل من شريف سلامة وهالة صدقي وفادية عبد الغني ومحمد الشرنوبي ومحمد ثروت.

وتجسد نيلي كريم دور “فاتن” التي تنفصل عن زوجها،الفنان شريف سلامة، وتتولى تربية ابنتيها حيث أنها أم حاضنة لتجد نفسها في مواجهة ظلم زوجها الذي يستغل طلاقهما للانتقام منها.

نعم الأم تنجب..لكن لا ولاية لها على تعليم أبنائها !

طرح المسلسل قضية الولاية التعليمية للأبناء التي ينص القانون المصري على أن تكون بيد الأب في جميع الحالات سواء وجد الزواج او حصل الطلاق..فلا يمكن للأم أن تقرر أية مسألة في دراسة الأبناء دون موافقة الأب.

هل العرف أقوى من القانون ؟

طرح مسلسل “فاتن أمل حربي” مسألة تعد غريبة في سنة 2022..حيث تمنع النساء في مصر دون سن الـ40 من الإقامة في الفنادق بمفردهن.. واقع عايشته فاتن،بطلة المسلسل حين حاولت الاقامة في احد الفنادق مع بنتيها لتصطدم برفض صاحب الفندق..

منع دون سند قانوني يذكر وفق ما اكد المجلس القومي للمرأة ليثبت مرة أخرى أن العرف أقوى من القانون في مجتمعاتنا..خاصة حين يتعلق الأمر بالمرأة فهو يصبح ساريا واكثر الزامية من القانون.

الفقه ليس الدين 

تفقد الأم حضانة أبنائها بمجرد زواجها..بينما يحق لأب الزواج وتبقى حضانة أبنائهم معه !!!

منطق مشوه لم يستوعبه عقل بطلة المسلسل التي اتجهت الى دار الإفتاء،تطلب آية صريحة تثبت صحة فتوى فقدان الأم لحضانة أبنائها حال زواجها..لم يجد الشيخ الأزهري الذي يقوم بدوره الممثل محمد الشرنوبي ما يرد به على “فاتن” غير القول “أجمع العلماء”..فردت عليه “يعني أنتم من قلتم وليس الله”.

هي أحد اهم مشاهد هذا المسلسل حيث لخصت فيه البطلة قوة ايمانها بعدل الله ورفضها لكل ما بتنافى مع الصورة الذهنية التي تتبناها على الله قائلة “ربنا لم يقل هذا..إن الله رحيم ولا يمكن أن يحرم أُمًّا من أبنائها”..

مسلسل بلغ حلقته السادسة ونحج منذ أول حلقة في خلق جدل عام  بين الداعم والرافض، وفي تقديري هذا ما رمى اليه مؤلف السيناريو،ابراهيم عيسى، بفتح نقاش مجتمعي حول مسائل اجتماعية وقانونية ودينية علّ النقاش يثمر تطورا وتغييرا على الأرض.