فيديو اليوم يأتينا من الطريق بين برج التومي والبطان التابعة لولاية منوبة، على بعد 60 كلم من تونس العاصمة حيث يتواصل نقل العاملات الفلاحيات في شاحنة وسط غياب تام لشروط السلامة لاسيما بعد تسجيل عديد الحوادث المؤلمة التي راح ضحيتها عديد النساء اللاتي يتم استغلالهن للعمل في ظروف غير انسانية، فعلاوة على أنهن مهددات بالسقوط في كل لحظة فإن نقلهن بهذه الطريقة في هذا الطقس البارد لاشك انه ستكون له مخلفات كبيرة على صحتهن سواء على المدى القريب أو البعيد..
المفارقة في الموضوع أن هذا المشهد المؤلم يتكرر بالتزامن مع اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة الذي تم فيه تدشين حملة ❞ اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة❝ التي تمتد من 25 نوفمبر إلى 10 ديسمبر، وهي مبادرة مدتها 16 يومًا من النشاط تختتم في اليوم الذي تُحيي فيه ذكرى اليوم العالمي لحقوق الإنسان.
وتهدف هذه الحملة، التي يقودها الأمين العام للأمم المتحدة وهيئة الأمم المتحدة للمرأة منذ عام 2008، إلى منع العنف ضد النساء والفتيات والقضاء عليه في جميع أنحاء العالم ، وتدعو إلى اتخاذ إجراءات عالمية لإذكاء الوعي ولتعزيز الدعوة إلى ذلك الهدف ولإتاحة فرص لمناقشة التحديات والحلول.
الغريب في الأمر أن نقل هؤلاء العاملات لا يتم عبر المسالك الفلاحية المخفية عن أعين السلطات فحسب بل كذلك عبر الطرقات الوطنية أمام ومرأى الجميع..
كذلك تتواصل هذه التجاوزات رغم تعهد عديد الوزارات وعلى رأسها وزارة المرأه بتوفير وسائل نقل تحترم انسانية وكرامة العاملات الفلاحيات والتي يبدو انها بقيت مجرد كلام جميل منمق يسوّق في إطار الاستعراض الإعلامي لاغير…
فماذا تنتظر سلطاتنا الموقرة للتحرك وإنهاء هذا النزيف.. إذا كان تحركها مرتبط فقط بحدوث الكارثة فيا خيبة المسعى..
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب
تعليقات