-

في الذّكرى الثّامنة للثّورة: غابت احتفالات الشّعب و حضرت مطامع السّياسيين [صور + فيديو]

" ]

14 جانفي 2019، هي الذكرى الثّامنة لثورة شعب انتفض على نظام مستبدّ و حُكم دام 23 سنة بقبضة من حديد، ليطيح بـ “سيادة الرّئيس” ويصبح الرّئيس الوحيد “المخلوع” في العالم.

كمثل هذا اليوم، منذ 8 سنوات، اهتزّ الشارع الرّمز شارع الحبيب بورقيبة بكلمة واحدة و هي “ديغاج” كلمة اختصرت سنوات طوال من القمع و الظّلم و انعدام الحرّية ليطالب الشّعب من شمال البلاد إلى جنوبها بالشّغل و الحريّة و الكرامة الوطنيّة، مطالب و إن لم يحقّق منها التونسيون الكثير و لكن اكتساب بعضها ينحت تفاصيل دولة ديمقراطيّة حديثة، تختلف أراءُ و رؤى أبناؤها و تتسع لعدد كبير من الأطياف السّياسية.

الملاحظ اليوم في شارع الحبيب بورقيبة، الذي كان في نفس اليوم من 2011 شاهدا على استجابة القدر لإرادة الشعب .. هو عزوف عامة الواطنين عن الاحتفال بعيد الثورة بل أنّ البعض منهم صار يتحسر على أيام خلت .. ويتذمر من تدهور قدرته الشرائية أمام الغلاء المشط للأسعار، ليفسح المجال شاسعا أمام المشتغلين بمجال السياسة …

أحزاب سياسية رصدتها كاميرا تونس الرقميّة تحتفل بذكرى الثّورة و كلّ يغني على ليلاه معلنا انطلاق الحملات الإنتخابية لانتخابات 2019.

ففي الضّفة اليمنى نجد مسيرة للجبهة الشّعبية التّي أكّد النّاطق الرّسمي باسمها حمّة الهمامي لتونس الرّقمية أنّه و بالرّغم من مرور 8 سنوات على الثّورة لا تزال نفس المطالب و نفس الشّعارات ترفع لأنّ الأهداف الأساسية لم تحقّق بعد، مشيرا إلى تدهور الاقتصاد و سيطرة لوبيات الفساد عليه.

من جانبه قال رئيس كتلتها بالبرلمان أحمد الصّديق أنّ الجبهة لا تزال إلى اليوم متشبّثة بنفس المطالب “شغل، حريّة، كرامة وطنيّة”.

و في الضّفة اليسرى يعترضك مناصرون و قيادات لحركة النّهضة يحتفلون بهذه الذّكرى و بانقشاع غمامة الظّلم و الاستبداد…

إذ أفاد القيادي بحركة النهضة عبد الحميد الجلاصي أنّ هذه المناسبة فرصة للاحتفال و تبادل الآراء و الأفكار بين أبناء الوطن الواحد رغم تعدّد توجهاتهم و اختلاف انتماءاتهم.

و بين الضّفتين نجد أحزابا أخرى كحزب التّيار الدّيمقراطي و حزب تونس إلى الأمام التي تسعى هي الأخرى عبر توزيع عدد من المناشير و خطب لبعض قياداتها إلى كسب عدد من المناصرين استعدادا للموعد الانتخابي القادم.

احتفالات بالذّكرى الثامنة للثّورة غابت عنها معاني الاحتفال الحقيقي، احتفال الشّعب بنصر سيخلّده التاريخ، واجتاحتها حملات انتخابيّة مبكّرة و قواعد تشارك قيادتها إعداد العدّة ليوم الحسم.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى