مجتمع

ماكرون يُحذّر تركيا من محاولات التدخل في الانتخابات الرّئاسية المقبلة

حذّر الرّئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الثلاثاء 23 مارس 2021، من “محاولات تدخل” من جانب تركيا في الانتخابات الرّئاسية الفرنسية المقبلة التّي ستجرى في 2022، من دون أن يغلق الباب أمام تحسن العلاقات المتوتّرة منذ أكثر من عام مع أنقرة.

وقال ماكرون ضمن الوثائقي الذّي بثّته قناة التّلفزيون الفرنسية “فرانس 5” خلال برنامج “سي-دان لير” حول الرّئيس التّركي رجب طيب أردوغان “بالتأكيد. ستكون هناك محاولات للتّدخل في الانتخابات المقبلة. هذا مكتوب والتّهديدات ليست مبطنة”.

وفي إشارة إلى الجدل الحاد حول مسألة الدّين الذّي أثير بعد خطابه الخريف الماضي عن “الانفصالية الإسلامية”، انتقد الرّئيس الفرنسي ما اعتبره “سياسة أكاذيب تتبعها الدولة وتنقلها وسائل الإعلام التّي تسيطر عليها الدّولة التّركية”، وكذلك “من قبل بعض القنوات الكبرى التّي تسيطر عليها قطر”.

ويذكر أن أردوغان اتهم بالتّدخل في عمليات اقتراع لا سيما في ألمانيا عندما طلب من الناخبين الألمان الأتراك التّصويت ضدّ حزب أنغيلا ميركل في 2017.

وقال ماكرون الذي كانت علاقاته مع نظيره التركي متوترة جدا قبل بداية انفراج منذ بضعة أشهر “يجب أن نكون واضحين جدا”.
وتابع “لاحظت منذ بداية العام رغبة لدى أردوغان في الالتزام مجدّدا بالعلاقة وأريد أن أصدق أنّ ذلك ممكن”، نافيا في الوقت نفسه وجود أي “عداء لتركيا”.
وأضاف “لكنّني أعتقد أنّه لا يمكنك الالتزام مجددا (بعلاقة) عندما تكون هناك نقاط التباس”، مؤكدا “لا أريد أن أعود إلى علاقة هادئة إذا كان وراء ذلك مناورات متواصلة”.

وشهدت العلاقات الثنائية تدهورا بعد الهجوم التركي في أكتوبر 2019 على القوات الكردية المتحالفة مع الغرب في سوريا.

وأدّى التّدخل التّركي في ليبيا بشرق المتوسّط حيث وقع حادث بين سفن تركية وفرنسية في جوان 2020، والسّياسة الفرنسية لمكافحة التّطرف الإسلامي إلى تعميق الخلافات بين باريس وأنقرة.

وشدّد ماكرون أنّ “فرنسا كانت واضحة جدا. عندما كانت هناك أعمال أحادية الجانب في شرق البحر الأبيض المتوسّط قمنا بإدانتها وتحركنا عبر إرسال فرقاطات”، معبرا عن أسفه لأن حلف شمال الأطلسي “ليس واضحا بدرجة كافية” مع أنقرة. قائلا: “نحتاج إلى توضيح مكانة تركيا في الحلف الأطلسي”، وفق قوله.

من جهة أخرى قال ماكرون أيضا “نحن بحاجة إلى حوار مع تركيا وعلينا أن نفعل كلّ شيء حتى لا تدير ظهرها لأوروبا وتتجه نحو مزيد من التّطرف الدّيني أو الخيارات الجيوسياسية السّلبية بالنّسبة لنا”. ولفت الرّئيس الفرنسي إلى أن تركيا “شريك في القضايا الأمنية والهجرة”.

وكان الاتحاد الأوروبي وتركيا قد أبرما اتفاقا يتعلق بالهجرة في 2016 يعهد لأنقرة بإدارة الهجرة غير الشّرعية، مؤكّدا على أنّ تركيا استقبلت على أراضيها أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري، معتبرا أنها “تحملت مسؤولياتها”.

وحذر من أنّه “بشأن قضية الهجرة علينا العمل مع تركيا، قائلا: “إذا فتحوا (الأتراك) الأبواب، فسيصل ثلاثة ملايين لاجئ سوري إلى أوروبا”.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى