ما حكاية ظهور القرش الأبيض في قمرت ؟ هل هو مشهد طبيعي أم مصدر قلق؟ 

أثار مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر قرشًا أبيض في سواحل قمرت، جدلًا واسعًا بين المواطنين. وبينما رأى البعض في هذا المشهد مصدر قلق، اعتبره الخبراء دليلًا على صحة النظام البيئي البحري.  

القرش الأبيض: وجود طبيعي وليس تهديدًا  

أكدت الباحثة في المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار، سميرة النجار، في تصريح إعلامي، أن ظهور القرش الأبيض في المياه التونسية يعد ظاهرة طبيعية ولا يدعو للقلق. وأوضحت أن القرش كان في عمق يتراوح بين 35 و40 مترًا، أي على بعد 6 إلى 7 كيلومترات من الساحل، وهو ما يعني أنه لا يشكل خطرًا على السباحين.  

وأشارت النجار إلى أن القرش الأبيض من الكائنات البحرية الأساسية التي تساهم في توازن النظام البيئي، إذ يلعب دورًا مهمًا في التحكم في أعداد الأسماك الأخرى، مما يساعد في الحفاظ على التنوع البيولوجي في البحر الأبيض المتوسط.  

هل يجب الخوف من أسماك القرش؟  

على الرغم من الصورة النمطية المخيفة التي تروجها الأفلام والقصص عن أسماك القرش، إلا أن الهجمات في البحر الأبيض المتوسط نادرة جدًا. فالقروش لا تهاجم البشر عمدًا، بل تتحرك بحثًا عن الغذاء أو مناطق التزاوج. ووجودها في المياه التونسية ليس أمرًا جديدًا، لكنه قليل المشاهدة بسبب طبيعة عيشها في أعماق البحر.  

بين الخوف والتوعية  

إزاء هذا الحدث، ينقسم الرأي العام بين القلق والاطمئنان. فبينما يخشى البعض الاقتراب من البحر بعد مشاهدة الفيديو، يرى الخبراء أن هذه الظواهر فرصة لتعزيز الوعي البيئي وتشجيع الدراسات العلمية حول الحياة البحرية في تونس.  

يبقى ظهور القرش الأبيض في سواحل قمرت مشهدًا طبيعيًا يعكس توازن البيئة البحرية، بعيدًا عن كونه خطرًا حقيقيًا على الإنسان. ومع ذلك، فإن تعزيز الثقافة البيئية حول هذه الكائنات البحرية يظل ضروريًا لتجنب الهلع غير المبرر وفهم دورها الحيوي في البحر الأبيض المتوسط.