مجتمع

محمد عبو ينشر رسالة “لمن يعنيهم الوطن لا مصالحهم أو حساباتهم السّياسية الضيقة”

نشر الأمين العام السابق للتّيار الدّيمقراطي تدوينة على حسابه بالفيسبوك بعنوان “توضيح حول ما يبثه بعض لصوص النهار “.

وكتب عبو: أوضح لمن يعنيهم الوطن لا مصالحهم أو حساباتهم السياسية الضيقة بعض النقاط:

– أؤمن بالدولة أكثر مما يعتقدون، ولا أخوض معارك سرية، بل أعلن مسبقا عن نواياي، وهي أولا الضغط على القضاء ليخرج من سلبيته وتواطئه وخشيته من النظر في قضايا الفساد السياسي. يوم يقوم القضاء بواجبه كقضاء مستقل وشجاع، تدعمه في ذلك بعض مؤسّسات الدّولة وجزء من الشّعب والقوى الحيّة فيه، فسيتغير المشهد السّياسي حتما.

اليوم الإفلات من العقاب وضمان استمراره هو ما أفسد الحياة السّياسية وأضر بوضعنا الاقتصادي والمالي والاجتماعي، وخلق مناخا عاما لا يشجع على خلق الثروة ولا يبشر بأي آفاق، اللّهم كومسيون مالي يرفع أيدي حكامنا عن التّصرف، وهذا ما لا يرضاه أي وطني.

– لو واصل القضاء تقاعسه وأمسك عن البحث الجدي في قضايا الفساد السياسي بما يقتضيه من أعمال تحقيق كالتفتيش والحجز والإيقاف عند توفر شروطه، دون مبالاة بوضعية أي كان، فسيكون من المشروع بل من أوكد واجباتنا أن ندعو ونشارك في التحركات في الشارع بشكل سلمي لتتغير الأوضاع. سنتابع تطورات قضايا، ونسجل بإيجابية كبيرة بيان جمعية القضاة التونسيين الصادر اليوم.

– التّحركات يجب أن تكون سلميّة: لمن لا يعلم ساهم محامون أيام الثّورة في تبليغ رسائل للأمنيين أن المعركة مع بن علي لا معهم.

يوم 14 جانفي 2011 كان محامون يتلقون المقذوفات بأيديهم حتى لا تصيب الأمنيين أمام الوزارة، وهم من منعوا الشباب من دفع باب الوزارة لفتحه، وتذكرون أنه تبين لاحقا أن تعليمات كانت موجودة بإطلاق النار على المتظاهرين في صورة تجاوزهم باب الوزارة، ولا تنسوا أن هناك من الأمنيين من انضم إلى الثورة، ولولاهم غالبا لما هرب بن علي، فلا تجعلوهم أعداء.

إن انتقلنا إلى تلك المرحلة، فيجب أن نفهم أنّ الأمنيين في مواجهة اعتداءات عليهم وأيضا على الأشخاص والممتلكات، يكونون بحكم الغريزة وواجبات الوظيفة جزءا من المنظومة التي تتم التّحركات لتغييرها.

وحدها التحركات السلمية تجعل أغلبهم يقفون في صف الشعب، فهم منه، بل جلهم من الطبقة الفقيرة أو المتوسطة المفقرة ويعرفون أن فساد سياسيين أضر بهم وبعائلاتهم، وبسلكهم وببلادهم التي قدموا شهداء من أجلها.

– نعم النّهضة هي الطّرف الأكثر فسادا وإيذاء للدّولة، ولكن حتى لو حكم غيرها فغالبا سيفسد، لأن المنظومة الحالية قبل الثّورة وبعدها توفر حماية للفساد، وكذلك شعبنا ونخبه باستثناء قلة، تنطبق عليهم مقولة “المال السّايب يعلم السّرقة”.

شعبنا ومؤسساتنا يضعون مسؤولين يمكنهم أن يمدوا أيديهم إلى المال على حساب الدولة ولا يعاقبون بل يكرمون بانتخابهم، فهل سنبقى نعول على ملائكة لتحكمنا؟ أم نؤسس لدولة قانون، يلتزم فيها الجميع بأحكامه، مهما كان مستواهم الأخلاقي، إما اقتناعا أو خوفا من المحاسبة؟

أمامنا فرصة من الآن، وحتى يتراجع انتشار آفة الكوفيد 19، للضغط عبر وسائل الإعلام على القضاء ليقوم بواجبه، قبل الدعوة إلى أي تحرك.

المقصود بالإلحاح في طلب معاقبة السياسيين المورطين في الفساد، هو إرساء المحاسبة كثقافة، عبر تحقيق الردع العام. بعد ذلك ليحكم من يختاره الشعب مادام تمويله قانونيا ومادام ملتزما بالدستور وبالقوانين في ممارسته للحكم، ومادام لنا رأي عام متيقظ لكل التجاوزات.

– البعض يعيبون علي أني لم أكن معهم في مشروعهم لتخليص البلاد من النّهضة، بعد الثورة. وأريد أن يفهموا بعد إذنهم إني لا أفكر مثلهم وأجد لبعضهم عذرا في غياب معلومات لديهم تجعل تحاليلهم غير جادة وأني أعتقد في صحة هذه المعلومات، كما أني لم أطلب منهم دعما، ولغيرهم أوضح أني لا أعول على أحزاب آخر عهدي بها أيام الثّورة عجزها عن مجرد إصدار بيان مشترك لمطالبة بن علي بالرّحيل، فما بالنا اليوم وقد فتحت شهية الحكم مقابل الصمت، بالإضافة إلى أنه ليس لدي مشروع خاص بي ولا أرى حركة يقودها زعيم أو مجموعة زعماء، فعهد الزعماء قد ولى.

يوم التحرك لنلجأ إلى محامين ونقابيين يؤطرون، سيمنعون كل انفلات، ولن يحتاجوا لقيادات مركزية ولا زعماء.

– ان صيحة لشباب ولأحزاب تؤثر فيهم الحملات الفايسبوكية، رأيت أحزابا ووزراء يتخذون قرارات أو يمتنعون عن اتخاذها خشية تلك الحملات، وهذا من أسباب تخلفنا. لا تكترثوا لحملاتهم، واجعلوها دليلا على انحطاطهم، وسببا إضافيا لإصراركم واستعدوا لفرض محاسبة من حرض على خراب العقول والنيل من الأعراض بمقابل، والبحث عن دوافع بعض المسميتين في الدفاع عنهم من النخب.

هذا رأيي، في الحل لأزمة بلادنا، فمن كان له رأي آخر، فليعلمنا به. وبالنسبة لثورة ثانية أو دعم تحركات عنيفة تعتمد التخريب، فالنتيجة معروفة إن تحققت، وهي بالإضافة إلى الخسائر والآلام، تغيير أشخاص بآخرين مهما كان لونهم، غالبا سينسجون على منوال من سبقهم في منظومة إغراء وإفلات من العقاب، كما حصل بعد الثورة.
لنحافظ على كيان الدولة ونغير وضعها، بكثير من العقلانية وببعض التضحية.
#تونسيون_أحرار

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى