أمام مدخل قسم كوفيد بالمستشفى الجامعي بمدنين يجلس شيخ وليس بعيدا عنه تجلس فتاة ويبدو عليهما الى جانب علامات التعب والاعياء علامات الاستياء والغضب..
وجهتنا في البداية كانت العمل على التغييرات المحدثة بقسم كوفيد على مستوى مسلك الفرز وقاعة الفحص الجديدة، لكن وبمجرد مشاهدتهم لنا بالمكان توجهوا الينا بالسؤال عن سبب تاخر الطبيب لساعات مؤكدين انهم ينتظرون منذ ساعات بالمكان..
” من السابعة والنصف صباحا وانا انتظر هنا ولم يات اي طبيب لفحصي ولا لفحص البقية اللذين من بينهم من غادر المكان” .. كانت تلك كلمات قالها الشيخ بنبرة غاضبة مواصلا القول : ” احسست بحرارة وبالم في حنجرتي فتوجهت الى المستشفى حتى اتاكد وحتى لا اكون سببا في نقل العدوى لكن لم اجد احدا ليفحصني بعد مروري بمسلك الفرز وطلبوا مني البقاء هنا امام الباب”
وتساءل محدثنا مستنكرا عما اعتبره اهمالا لا يجب السكوت عنه وعما اذا كان المرضى لا يلقون تجاوبا لفحصهم الا اذا ” سقطوا في الشارع”!!!
وبدورها قالت الفتاة التي كانت تجلس على مقربة منه انها مازالت في انتظار الطبيب ليفحصها، مشيرة الى انها في البداية توجهت الى طبيب خاص بعد ملاحظتها ان حرارتها مرتفعة الى جانب شعورها بالم وجفاف في حنجرتها يصعب عليها حتى الكلام وهو من وجهها الى المستشفى وقال لها انها تحمل اعراض فايروس كورونا وثمة امكانية في ان تكون مصابة بالفايروس.
وهنا ورغم ان المستشفى فعلا يعاني من نقص كبير في العنصر البشري لكن يبقى السؤال مطروحا كيف لا يتم التعامل جديا مع حالات مشتبه في حملها للفايروس خاصة وان مراسلتنا علمت ان الطبيب المقيم رفض النزول من القسم الذي يعمل به لفحصهم متعللا بضغط العمل وهي ليست المرة الاولى التي يحدث فيها مثل هذا الامر؟
والسؤال الاهم كيف يتم السماح لمشتبه في حملهم لفايروس كورونا بعد مرورهم بمسلك الفرز بمغادرة المستشفى حتى وان لم يتوفر طبيب لفحصهم بالسرعة المطلوبة ؟ ماذا لو كانوا فعلا مصابين وغادروا للعلاج في عيادات خاصة ونقلوا العدوى الى غيرهم؟
ويشار الى ان المستشفى الجامعي بمدنين يشهد نقصا كبيرا في الاطارات الطبية والشبه طبية اذ لا يوجد اطباء قارين بقسم كوفيد ولا طبيب انعاش بهذا القسم وقد تدخلت وزارة الاشراف لحل الاشكال من خلال الاستعانة باعوان القطاع شبه الطبي عبر الية التطوع لكن لم يقبل سوى اربعة متطوعين فقط بالعمل بالمستشفى وفق ما اكده الدكتور زهير اليحياوي رئيس قسم الاستعجالي لمراسلة تونس الرقمية.
وحسب الدكتور اليحياوي فان وزارة الصحة تتوجه حاليا نحو انتداب اعوان قارين للعمل بقسم بقسم كوفيد خلال الفترة القادمة.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب
تعليقات