مجتمع

مسافرة تروي تفاصيل حكاية رحلتها على متن قطار من قابس الى تونس دامت 14 ساعة !

على لسانها ولموقع تونس الرقمية تسرد السيدة جميلة بوقلية قصة رحلة سفر من قابس مرورا بصفاقس الى تونس دامت اكثر من 14 ساعة .

السيدة جميلة :

غادرت منزلي في اتجاه منزل ابني بتونس العاصمة لإجراء فحوصات طبية مستعجلة بعد انقضاء راس السنة ويوم 1 جانفي 2019 انطلقت رحلة العذاب في سفرة التعب والمعانات .

من محطة قابس كان اللقاء وما ينتظرني من شقاء وأنا أحمل معي همومي وتعب مرضي و بعض الحاجيات لولدي الذي تغرب من اجل لقمة العيش .

من صباح هذا اليوم المشهود بدأ تعبي في الاعداد لمشوار سفري الذي انهكني ومن المطبخ انطلق صباحي وانتهى اعدادي لبعض الوجبات وقضاء الحاجيات وكان املي ان تصل مأكولاتي وشغل يدي الى ولدي تحمل دفئ قابس وروائح النخيل . قبل الساعة الحادية كنت في المحطة محملة بحقائبي و وقفة السعف الكبيرة تحمل عبق قابس انتظر انطلاق القطار .

اعلن صفاراته ودوى موعد الخروج ووجدت نفسي ابحث عن معين يحمل متاعي ويساعدني على ولوج العربة والبحث عن مكان امد فيه رجلي ولم اجد لا كرسي ولا فضاء يحتوي تعبي وقلقي .

بين ابواب المفترقات التي تؤدي الى العربات وجدت ضالتي  فضاء افترشت فيه بعض من قطع القماش وزربية صغيرة كنت احملها وتعودت على هذا وجلست ليتمايل راسي على انغام ضجيج المحركات وانزلاق العجلات وأعد نفسي بغمضة عين لكي لا اعاني التعب .

القطار يعج بالمسافرين والأغلبية يجعلهم الوقوف رهينة السفر يطلقون نوادرهم في حكايات السفر وأقاصيصهم مع خدمات الشركة الوطنية للسكك الحديدية وكنت اتخيل ان القطار اخذ طريقه ولكن يبدو انه لازال وبالسؤال اتضح ان القطار ” أمبان ” معطل وتعطل قلقي ليتكرر في اربعة مرات متتالية والعطل تلوى العطب وصياح الاطفال طال العجب في رحلة كلفتنا قرابة اليوم أي اكثر من 14 ساعة متتالية يحكمها ضجيج القطار ودوي المسافر المحتار من عجب هذا الحصان ودار الوقت بثقل العهد ووصلنا تونس ليلا .

ولدي ينتظر ويرسل الخبر ولا يغتفر لشركة لا تعطي للوقت معنى وقطارات تبكي دهرها وانتهت ولا تجد من تسأل عن السببب او من يبل ريقك عن معنى هذا العطب .

رحلة كان من المفروض ان تنطلق من الساعة 11 و 15 دقيقة ليصل الى القطار محطة تونس في حدود الساعة 16 في اقصى الحالات لكن هذه السفرة حطمت الارقام القياسة ودخلت تاريخ السكك الحديدية وسيسجل تاريخ تونس الحديث اطول سفرة تدخل موسوعة ” غيناس ” من حيث التأخير وعدد أعطاب هذا القطار وهذه الشركة التي لا تحترم العدل والميزان وعقلية الخدمات والنظام ما جعلني اقرر ان أطلق السفر بالأربعة مع السكك ولا اثق في الحديد باقي الدهر .

تعب … قلق … من خدمات راحت بلهب شعب غضب وزادني المرض وانهكني الجسد ونمت اكثر من 24 ساعة بعد هذا العجب وراح موعد الطبيب ورحت في عطب هذا القطار ولن اعيد صنيعي وسأقاطع السفر الى يوم سفري الى عالم راحتي .

بقلم رياض الحاج طيب

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى