الفئات: مجتمع

نقابة الفلاحين: “نجاح تونس في تأمين سيادتها الغذائية قد يصبح مهدّدا”

أقرّ مؤسس النقابة التونسية للفلاحين، ليث بن بشر، بأن واقع القطاع الفلاحي في تونس، ينذر في ظل تبعات تراجع دخل الفلاحين وتآكل هوامش ربحهم، بإفلاس أكثر من منظومة، من بينها منظومة تربية الماشية، ويهدد بجدية نجاح تونس في تأمين سيادتها الغذائية، مشددا على أنه لا سبيل لدفع التنمية وضمان التوازن الجهوي دون إيلاء الفلاحة أهمية قصوى، وهو ما يقتضي نظرة تشاركية شاملة، والاعتراف بدور الفلاحين ومكانتهم على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، علاوة على تطوير التشريعات.

واعتبر بن بشر، في حديث مع وكالة تونس افريقيا للأنباء، اليوم الأحد 22 ماي 2022، أن الوضع الفلاحي في تونس أضحى “صعبا جدا”، نتيجة عديد المشاكل الهيكلية التي تأخرت حلولها، مشددا على أن القطاع في أمس الحاجة إلى صياغة سياسة فلاحية وغذائية متكاملة ومتجانسة لأفق 2030، بعيدا عن الحلول الترقيعية، لتساهم في تحسين أوضاع الفلاحين وفي تنمية الأرياف وضمان الأمن الغذائي المستدام.

وأضاف بن بشر: “رغم النجاحات المحققة في المجال الفلاحي منذ الاستقلال، سواء على مستوى البنية التحتية أو تعبئة الموارد المائية، أو على صعيد تطور المردودية في عديد القطاعات، وإن كان ذلك بنسب متفاوتة، إلا أننا لم ننجح في ضمان استقرار معدلات الإنتاج، خاصة في الزراعات البعلية من الحبوب والزياتين والأعلاف وغيرها، والتي تمثل الركيزة الأساسية للاقتصاد، وتغطي ثلاثة أرباع المساحات المزروعة.

وفضلا عن ذلك، فإن الاكتفاء الذاتي المسجل في قطاعات الألبان واللحوم البيضاء، لا يزال هشا، لأنه يرتكز في جانب كبير منه على نسبة عالية من توريد الأعلاف من ذرة وصوجا.

وفي ظل هذه الوضعية، فإن الخاسر الأكبر، هو الفلاح، الذي يجد نفسه في حيرة تتعمق من سنة إلى أخرى أمام ارتفاع تكاليف الإنتاج وتدني المردودية التي تفاقم من حدة المديونية وتعيق الاستثمار، في ظل غياب شبه تام للدعم ما عدى بعض الحلول الظرفية التي لا تفي بالحاجة.

وشدد المتحدث على ضرورة إعادة النظر في النظم الزراعية بما يضمن استدامتها، ومراجعة أساليب التصرف في المنظومات الفلاحية كي تكون أنجع انطلاقا من البحث العلمي واستنباط الأصناف وصولا إلى مسالك التوزيع ومرورا بالتكوين المهني ودعم انتصاب الشباب عبر هياكل مهنية مشتركة تضم مختلف الفاعلين باعتبارها الطريقة الوحيدة للارتقاء بالإنتاج الفلاحي والسبيل الأمثل للوقاية من الهزات والأزمات في قطاعات مثل الألبان أو الطماطم أو غيرها.

وتابع : “اليوم لا يوجد خيار سوى تحرير الطاقات الوطنية عبر سياسة فلاحية تشاركية تتسع لكافة الفاعلين، لا سيما وأن تونس مقبلة على مفاوضات مصيرية مع الاتحاد الأوروبي في هذا المجال. علما وأن الفلاح الأوروبي يتحصل على معدل 10 آلاف دينار سنويا في شكل دعم، فضلا عن الإحاطة الشاملة التي يجدها عند حدوث الأزمات والكوارث، بغاية إيجاد الحلول الناجعة للنهوض بالفلاحة وضمان مصلحة الفلاحين. “

Leave a Comment

Recent Posts

النادي الإفريقي: إقالة كافة الإطارين الفني و الطبي و قرارات تأديبية قادمة في حق اللاعبين المتخاذلين!

أعلنت الهيئة المدنادي الإفريقي على إثر الهزيمة الثقيلة أمام الإتحاد المنستيري بنتيجة 4-0 أمس الجمعة…

2024/05/11

موجة حرّ مرتقبة في تونس

تعرف درجات الحرارة ارتفاعا تدريجيا بداية من يوم غد السّبت لتبلغ ذروتها بين يومي الثّلاثاء…

2024/05/10

رئيس الجمهورية يأمر باتخاذ الاجراءات القانونية ضدّ من قام بحجب العلم التونسي بالمسبح الأولمبي برادس [فيديو]

ترأس رئيس الجمهورية قيس سعيّد، مساء اليوم الجمعة، اجتماعا بقصر الحكومة بالقصبة إثر الزّيارة التي…

2024/05/10

القصرين: إصدار بطاقة إيداع بالسّحن في شأن المعتدي على المحامي‎

أكّد مساء اليوم الأستاذ شكري شخاري رئيس الفرع الجهوي للمحامين بالقصرين أنّه تمّ عرض المعتدي…

2024/05/10

توزر: انطلاق أشغال تصريف المياه المستعملة في تمغزة

انطلقت، خلال الأسبوع الجاري، أشغال تصريف المياه المستعملة في قرية ميداس من معتمدية تمغزة بولاية…

2024/05/10

إختتام فعاليات التّمرين العسكري المشترك الأسد الإفريقي 24

أُخْتُتِمَت اليوم الجمعة بميدان المناورات والرّمي ببن غيلوف (ولاية قابس) فعاليات التّمرين العسكري المشترك التّونسي…

2024/05/10