مجتمع

هل ستتفاعل وزارة النقل مع دعوة رئيس الدولة بخصوص حق التونسي في التنقل بطريقة تحفظ كرامته؟

خلال زيارته الأخيرة إلى مستودع شركة نقل تونس بباب سعدون، أكّد رئيس الجمهورية في حديثه مع وزير النقل على أنّ الوضع الحالي لوسائل النقل العمومي غير مقبول تماما وشدّد على ضرورة وضع حدّ لمعاناة التونسيين اليومية في التنقل، مجدّدا التأكيد على أنّ النقل يعدّ من حقوق المواطن في الدولة التونسية

وفي ذات السياق تطرّق رئيس الجمهورية إلى ضرورة تنظيم قطاع النقل، معتبرا أنّه من غير المعقول أن يتنقل التونسيون بطريقة مهينة وتمسّ بكرامة الانسان، في ظل ّغياب العديد من خطوط الحافلات التي كانت تربط العاصمة بمختلف المناطق.

وهنا من الضروري أن نطرح السؤال حول كيفية تفاعل وزارة النقل بعد هذه الزياة، وعن ما إذا كانت ستعمل على محاولة تخفيف المعاناة اليومية للمواطن التونسي في التنقل، خاصة وأنّ هذه المشكلة تتفاقم بشكل رهيب.

حيث أنّ طوابير المواطنين الذّين ينتظرون الحافلة أو المترو تطول بقدر طول ساعات انتظار قدومهم، لتجمّع بعدها هؤلاء في محاولة لايجاد مكان ضمن وسيلة نقل تحمل أضعاف طاقة استيعابها.

الملاحظ أيضا أنّ العديد من وسائل النقل سواء كانت حافلات أو مترو أصبحت تسير بأبواب مفتوحة طوال الطريق، وهو ما يمثّل بالضرورة،خطرا مؤكّدا على كلّ من يركبها من أعداد كبيرة من المواطنين.

وفي السياق ذاته أيضا، قال وزير النّقل ربيع المجيدي، إنّ عدد التّونسيين الذّين يستعملون النّقل العمومي الجماعي سواء المنتظم او غير المنتظم، تراجع إلى 30 بالمائة في الوقت الحالي مقابل 70 بالمائة خلال سبعينات القرن الماضي، وكلام الوزير هنا لا اختلاف فيه، لكن من المؤكّد أنّ هذا التراجع لا يعود لاختيارات التونسيين، بل لعدم توفّر وسائل النقل أو لاختيار الكثييرين منهم المشئ على الأقدام في بعض الأحيان بدل الانتظار لساعات طويلة لوسيلة نقل لا مكان فيها أصلا.

ويجب الإشارة إلى أنّ عبد الرؤوف الصالح الرئيس المدير العام لشركة نقل تونس، كان قد صرّح لتونس الرّقمية سابقا بأنّه أمام تهرّؤ الأسطول، أصبحت الشركة عاجزة على تلبية طلبات المواطنين خاصة في ظل تنامي مطالب التنقل.

وأضاف الصالح أنّ وتيرة سفرات الميترو ارتفعت إلى قرابة الـ30 دقيقة، نظرا لعدم توفّر الكم المطلوب من العربات الجاهزة للإستغلال، وأنّ لشركة تعمل على تأهيل عربات المترو لتحسين وتيرة السفرات على المستوى القريب.

لكن وبعد مرور أكثر من شهرين على هذا الحوار، فمن المؤكّد أنّ وتيرة سفرات المترو لم تتحسّن ولن تتقلّص تماماـ أمّا ساعات انتظار الحافلات، فبدورها لم تعرف تحسّنا ولو طفيفا، ويبدو أنّ معاناة المواطن التونسي في وسائل النقل العمومي أصبحت حتمية لن تتغيّر.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى