مجتمع

وصول حوالي 600 قاصر تونسي إلى أوروبا بطريقة غير نظامية في 2019

بلغ عدد المهاجرين التّونسيين القصر الذّين وصلوا سنة 2019 إلى مناطق أوروبية بطريقة غير نظامية، 596 قاصرا يتوزعون إلى 472 قاصرا دون مرافق و97 قاصرا مصحوبا بمرافقة، وفق إحصائيات نشرها المنتدى التّونسي للحقوق الإقصادية والإجتماعية بتقريره السّنوي حول الهجرة لسنة 2019.

وأفاد المنتدى في باب «هجرة القاصرين» بهذا التّقرير، أنّ أسباب انخراط القاصرين في الهجرة غير النّظامية، هو حالة التّراجع الاقتصادي للعائلة التّي تعاني من غلاء الأسعار والتّضخم المالي وتراجع المقدرة الشّرائية، ممّا أدّى إلى تراجع دورها كضامنة اجتماعية للطّفل تتحمل مصاريفه وحاجياته عند مرحلة الطّفولة، وتحولها في «نظر الطّفل إلى موطن عجز وشفقة ومصدرا للحيرة».

كما سجّل التّقرير «هجرات عائلية» (العائل الأب أو الأم رفقة الأبناء) تتمثل أسبابها إمّا في الحالة الاقتصادية الهشة للعائلة أو أسباب اجتماعية أو لبعض حالات التفكك الأسري، مشيرا إلى هجرة القاصرين المصحوبين بمرافقة و إن لم تكن هجرة جماعية فقد تكون فردية ومدعومة من الأسرة بالمال والمعلومات.

و تباينت الآراء حول آفاق تحقيق الذّات داخل أرض الوطن، إذ يثق الشّباب الذّين تعيش عائلاتهم في الوسط الحضري بشكل أقل في إمكانية تحقيق الذّات بتونس، حيث أشار التّقرير إلى أنّ 46.9 بالمائة من القانطين في المناطق الحضرية مقابل 40 بالمائة من القاطنين في المناطق القروية يعتقدون أنّه من الصّعب جدا تحقيق الذّات بتونس.

ولاحظ التّقرير أنّ الشّباب ذوي المستوى التّعليمي الضّعيف يعتقدون أنّه من غير الممكن تحقيق الذات بتونس، في حين أنّ الشّباب الذّين يمتلكون تكوينا متطورا في المدارس يفكرون أقل في الهجرة وهو ما يؤكّد أنّ المدرسة تساهم في عقلنة القرار وارتباط الشّباب بتحقيق الذّات في محيطهم.

ولفت في المقابل إلى أنّ الدّور المدرسي تراجع بشكل ملحوظ خلال العقدين الأخيرين وخاصة بعد سنة 2011، مستنتجا أنّ فضاءات التّمدرس أصبحت “طاردة” من خلال تراجعها الذّي لم يعد يلبي الحاجيات الاجتماعية للطلاب بعد حصولهم على الشّهائد العليا أو في مجال التّكوين المهني، من ناحية ولا يساهم في ترسيخ قيم المواطنة للأجيال من ناحية أخرى.

واعتبر التّقرير أنّ الخيارات الحكومية لم تضع ضمن جدول أعمالها إصلاحا حقيقيا لما أسماه “مؤسّسات التّنشئة الاجتماعية الثّانوية” أي دور الشّباب والثّقافة والطّفولة، لتصبح هذه الفضاءات غير قادرة على استقطاب الشّباب والقاصرين كرواد لها، ويلجأون بذلك الى المقاهي والأحياء التّي تتحول إلى “عوالم يصنع فيها القرار الهجري”، حسب ما جاء في هذا التّقرير.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى