بوعرقوب: قصر موسيليني.. معلم أثري ثمين لفّه النسيان(صور)

على مرتفع جبلي يقع قصر موسيليني المتاخم لحي حشاد ببوعرقوب من ولاية نابل ، هذا القصر الذي بناه الإيطاليون سنة 1940 لتقديمه هدية للرئيس الإيطالي موسوليني إذا ما إنتصرت قوات المحور في الحرب العالمية الثانية ، و مع إنتصار الحلفاء بقي القصر شاهدا على حقبة تاريخية إلى يوم الناس هذا ، في ظل نسيان كبير و مثير للإنتباه من طرف الجهات المسؤولة على السياحة و الثقافة و خاصة التراث و العناية بالمعالم التاريخية. 

يقول رئيس جمعية معالم ومواقع بالوطن القبلي جمال عبودي ان القصر متاخم لحي حشاد وهي منطقة فلاحية مختصة خاصة في زراعة الكروم : “هذا القصر في شكله الهندسي هو بناية مستديرة ذات 4 طوابق منها 2 أرضيان و تحتوي على لوحات فسيفساء نادرة ،كما توجد بنفس المنطقة الكنيسة المسيحية ببرج حفيظ بناها المستعمرون الأوروبيون المتواجدون بالمنطقة حوالي سنة 1928، وتبعد 4 كلم عن مدينة بوعرقوب على الطريق الوطنية رقم 1 القديمة. 

القصر كان لعائلة ايطالية تدعى عائلة “ليقرصيا”وهي عائلة لمعمرين ايطاليين هم من شيدوا القصر بهندسته المعمارية ذات طابع خاص ومختلفة. 

وقال محدثنا ان مايشاع ان هذه العائلة شيدت القصر لموسوليني الزعيم الفاشي لايطاليا وتداول في ذلك الوقت حديث عن ان موسوليني كان سيستقر بالقصر. 

وفي عهد الزعيم الحبيب بورقيبة تم استعمال القصر كمدرسة للفتيات ثم بعد ذلك بقي مهجورا لأيام الثورة 2011، تم الاستيلاء عليه من قبل بعض العائلات في انتظار تمكينهم من مساكن اجتماعية ليقطنوا فيها.

قصر موسليني هندسة معمارية ذات طابع خاص

وحدثنا رئيس جمعية معالم ومواقع الوطن القبلي جمال عبودي واستاذ التاريخ والجغرافيا جمال عبودي عن الطابع الخاص والمختلفة لهندسة القصر الذي يحتوي فضاءه الأرضي على لوحات فسيفسائية تحمل علامات للابراج الفلكية فاطلقوا عليه :قلعة الابراج “وتوجد بالقصر غرف ،لوحات وصور للنعامة والزرافة والنسور. 

ارضية احدى الغرف تحمل صورة محارب روماني وفي غرفة اخرى هناك صورة تبرز تلاقح الحضارات و التعايش بين البربر والسكان الاصليين ،كما يحتوي هذا المعلم على كهف في الاسفل وكان في السابق مكانا لتخزين الخمور كما استعمل في الحرب العالمية لتخزين الأسلحة. 

وطالب رئيس الجمعية السلط المعنية بضرورة استغلال وتثمين هذا المعلم وتحويله إلى مركب ثقافي خاصة وأنّ الجهة تزخر بتراث حضاري كبير على سبيل المثال منطقة الجديدة التي كانت بها مدينة رومانية و الكنيسة التي بقيت كذلك مهملة..

علاوة على وجود آثار قديمة لاله الخمر عند الرومان ، ومعبد الإله الباخوس و كلها معالم أثرية لفها النسيان ولم يتم صيانتها وترميمها وإعادة استغلالها وتثمينها. 

القصر معلم أثري لفّه النسيان     

يقول أهالي منطقة بوعرقوب إن هذا المعلم طاله الإهمال رغم أنه تراث ذو قيمة تاريخية ومعمارية وهو ما يطرح عدة تساؤلات لدى أهالي الجهة و خاصة الشباب منه عن مدى أهمية منطقتهم وحظوظها في التنمية ، علما و أن بوعرقوب التي تقع على بعد بضع كيلومترات من مدينة الحمامات السياحية تحتوي على مقدرات هامة تنتظر التثمين لإدماجها في خارطة المسالك السياحية والتي تتمثل في المعالم الأثرية التي أتينا على ذكرها وكذلك المناظر الطبيعية الخلابة و تتموقع أساسا بمحيط سد وادي المصري على طريق المقطع وهو موقع جبلي غاية في الجمال و الروعة يتردد عليه سنويا آلاف الزوار للإستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة وإستنشاق الروائح الفواحة كما كان هذا الموقع الجبلي بسده الرائع الجميل إطارا مكانيا لتصوير عدة مشاهد لأفلام أجنبية في السنوات الأخيرة.

إن منطقة بوعرقوب ذات الطابع الفلاحي، في حاجة أكيدة للتدخل من طرف الجهات المسؤولة لتثمين مخزونها الحضاري لدعم السياحة الثقافية و تقديم منتوج سياحي مكمل للسياحة الشاطئية بالحمامات.