خاص | سفير أوكرانيا في تونس: بات مؤكدا أن بوتين خسر حربه.. [فيديو]

 تقاوم أوكرانيا العدوان الروسي منذ أكثر من 9 أشهر.. حيث مرت اليوم حوالي 9 أشهر ونصف من القتال العنيف المتواصل.. رغم أن أحدا لم يكن يتوقع في 24 فيفري2021 الموافق ليوم الغزو ، أن تصمد القوات الأوكرانية لفترة طويلة ضد جيش فلاديمير بوتين.

وفي واقع الأمر لقد كانت هذه الحرب التي تدور رحاها على الأراضي الأوكرانية فرصة لكشف الحجم الحقيقي لروسيا التي ثبت عجزها عن هزيمة خصمها في ساحة القتال، وهو ما جعل موسكو تغيّر مخططها باستهداف البنية التحتية للطاقة في محاولة منها للي ذراع كييف وإجبارها على الاستسلام.

وفي هذا الإطار أوضح فولوديمير خومانيتس سفير أوكرانيا بتونس في حوار خص به تونس الرقمية، أن النبأ السيئ لسيد الكرملين هو أنه حتى الآن لم يغير أي شيء من عزم وقدرة الرئيس فولوديمير زيلينسكي والجيش والشعب الأوكراني. 

وخلال هذا الحوار  تحدث السفير على النضال من أجل الحرية وعن يقينه بأن الأوكرانيين سينتصرون في هذه الحرب. كما تطرق لآفاق المستقبل للشعب الأوكراني، بمجرد أن تنتهي  الحرب. 

هذا وكان الحوار فرصة ليرد فيها السفير الأوكراني على نائب رئيس البرلمان الروسي، بيوتر تولستوي، الذي توعّد بإعادة أوكرانيا إلى القرن الثامن عشر ، وعلى الرئيس البيلاروسي ، ألكسندر لوكاشينكو ، الذي قال إن الخطوة التالية هي تدمير البلاد ضمن مشروع إبادة جماعية للشعب الأوكراني. 

 وفي الجانب الآخر تأتي المعطيات مناقضة تماما للدعاية الروسية حيث قال كولين كال ، الرجل الثالث في البنتاغون ، مؤخرًا ، إن “قرابة 80 ألف جندي روسي قتلوا أو جرحوا منذ بدء غزو أوكرانيا” ، مشيرًا إلى أن الأهداف التي أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم تتحقق بعد.

وقال كولين كال نائب وزير الدفاع للشؤون السياسية للصحفيين إن “الروس فقدوا على الأرجح ما بين 70 ألفا أو 80 ألف جندي في أقل من ستة أشهر” مشيرا إلى أن هذا الرقم يشمل القتلى والجرحى. وأضاف المسؤول الأمريكي أن القوات الروسية فقدت أيضًا “3000 أو 4000” مدرعة ، وربما تفتقر إلى صواريخ دقيقة التوجيه ، بما في ذلك صواريخ جو – أرض وصواريخ بحر – أرض “.

 كما أشار ذات المصدر إلى أنه : “من الواضح جداً أن الروس لم يحققوا أياً من أهداف فلاديمير بوتين في بداية الحرب”. وتابع : “لقد أحرزوا بعض التقدم في الشرق ، وإن كان ذلك ضئيلاً للغاية في الأسابيع الأخيرة”. “ولكن تم ذلك بتكلفة باهظة للجيش الروسي بسبب صمود الجيش الأوكراني والمساعدات الدولية التي تلقاها”.

 وأقر المسؤول الأمريكي بأن القوات الأوكرانية تكبدت خسائر فادحة ، دون تحديد حجمها. فيما أعلنت كييف عن مقتل ما لا يقل عن 10000 جندي وجرح 30.000 آخرين من قواتها. وبحسب مصدر عسكري طلب عدم الكشف عن هويته ، فإن الجيش الأوكراني ، الذي كان يضم 170 ألف جندي نشط و 100 ألف جندي احتياطي في بداية الحرب في 24 فيفري، تطور إلى ما بين 300 ألف و 350 ألف جندي، فيما تم نشر ما بين 150 إلى 200 ألف جندي روسي على حدود أوكرانيا ، وفقًا للتقديرات الغربية “.

 من المؤكد أن المساعدات العسكرية الغربية لا تفي بكل احتياجات أوكرانيا لكسب الحرب ، بدءًا من أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ بعيدة المدى والدبابات والطائرات … لكن هذا الوضع بعيد كل البعد عن إضعاف معنويات أوكرانيا. حيث يؤكد لنا السيد خومانيتس أن أي شخص تخبره بأن “الأوكرانيين يقاتلون منذ أكثر من 9 أشهر ، رغم مراهنة النظام الروسي وبعض الدول على أنهم لن يصمدوا لأكثر من 3 أو 5 أيام، سيدرك جيدا أن أوكرانيا استطاعت أن تقاوم بشكل جيد وهذه هي نقطة قوة الشعب الأوكراني.

وتابع السفير أن أوكرانيا لا تقاتل الجيش الروسي بما يقرب من مليون جندي أوكراني فحسب ، بل تقاتل أيضًا بأكثر من 40 مليون أوكراني في الداخل، وحوالي 20 مليونًا من الأوكرانيين في الشتات. وهذا ما يمثل أكثر من 60 مليون جندي أوكراني إضافي “.

كما سلط السيد خومانيتس الضوء على الأصدقاء والشركاء الحقيقيين الذين هم الآن جزء من حلف يضم أكثر من 50 دولة تدعم الجيش الأوكراني وتمول كييف وتنفذ العقوبات ضد موسكو، معرّجا على أهمية عملية تسليح أوكرانيا الذي كان له دور فعال في النجاحات العسكرية المتزايدة المسجلة في ساحة المعركة قائلا : “في الواقع ، نحن بالفعل حلفاء لدول الناتو (…) ، الأمر الذي سمح لنا بتحرير 50٪ من الأراضي المحتلة مؤقتًا منذ بداية الحرب” .

 وذكّر السفير مجددا بأن ” 50٪ من الأراضي الأوكرانية قد تم تحريرها بالفعل وسنواصل دحر الإرهابيين وما تحرير خيرسون إلا تأكيد للعالم كله أن روسيا قد فشلت بالفعل في هذه الحرب. وهو ما يفسر سبب توجيه صواريخها الإرهابية نحو البنية التحتية المدنية الأوكرانية.. وقال السفير في”هذا الصدد ندعو شركاءنا إلى الإسراع في تسليم المساعدات العسكرية ، وخاصة الذخيرة والأسلحة الحديثة لتعزيز نظامنا الدفاعي فقط لا غير”.

وتابع السفير :” قبل كل شيء ، يجب علينا إغلاق أجوائنا لتعزيز نظامنا المضاد للصواريخ ، حتى نتمكن من توجيه قواتنا نحو تحرير أراضينا وإنهاء هذه الحرب في أقرب وقت ممكن ، بانتصار أوكرانيا.

 وبسؤالنا عن مدى استعداد أوكرانيا للتفاوض وكيف ستنتهي هذه الحرب ، أجاب ممثل الرئيس زيلينسكي:

 أوكرانيا لا تزال تبحث عن السلام ولكن ما نحتاجه الآن هو النصر. فيما يتعلق بالمتطلبات الأساسية للجلوس على طاولة المفاوضات ، فقد حددها الرئيس زيلينسكي بالفعل. لدينا خمسة شروط مسبقة على الأقل: وأولها هو تحرير الأراضي الأوكرانية المحتلة وبعد ذلك فقط يمكننا التفكير في المحادثات. كما خلصنا إلى استحالة التواصل مع روسيا ونظام بوتين والمتواطئين معه. لا يمكن التفاوض مع من لا يحترم القوانين الدولية وينتهك جميع الاتفاقات السابقة وميثاق الأمم المتحدة ويرفض منهجنا في المفاوضات”.

وتابع سفير أوكرانيا قائلا : كيف يمكن الحديث مع روسيا الارهابية؟ المزيد والمزيد من الدول تتفاعل مع الحقائق والوقائع وتعترف بأن روسيا دولة الإرهابية فعلا. هل يمكنك أن تتخيل للحظة التواصل مع الإرهابيين؟ إنه أمر مستحيل ، لذا فإن نهجنا هو: المفاوضات نعم ، ولكن ليس مع بوتين ونظامه وشركائه “. 

 ويواصل السيد خومانيتس حديثه: “نحن نبعث بإشارات إيجابية إلى العالم، نحن مستعدون للسلام ، نحن أمة مسالمة لكن روسيا لا تفهم سوى منطق القوة. يجب أن ننتصر ونهزم روسيا أولا، وفقط بعد تحرير أراضينا، بما في ذلك دونباس وشبه جزيرة القرم ، يمكننا أن نناقش مع شركائنا نوعًا من الاتفاقية الأمنية. لذلك نريد أن نضمن حياة سلمية لدولتنا ولجيراننا وللعالم بأسره. لا يمكن التحدث إلى إرهابي إلا بعد هزيمته ، وستقرر المحكمة الجنائية الدولية فقط ما يمكن اتخاذه بشأنه.

وأردف السفير قائلا : “سيتم معاقبة روسيا ونظام بوتين حتى لا تعيد أي دولة أخرى في العالم خوض مثل هذه المغامرة”.

و بينما كنا نجري الحوار مع سعادة السفير اتصل به أحد أبنائه – وهم ثلاثة يعيشون في أوكرانيا – وأبلغه أن الصواريخ الروسية بصدد تدمير البنية التحتية المدنية وهو ما يؤكد مجددا، بحسب فولوديمير خومانيتس ، أن روسيا دولة إرهابية. مستنكرا “إلى من تتحدث؟ من المستحيل التفاوض ، ليسوا أهلا للتفاوض.. الروس يفهمون فقط منطق القوة ويجب هزيمتهم. كما أرجو دعم أوكرانيا لوقف هذه الحرب ، والفوز بها ، والتوصل إلى اتفاق سلمي ولكن مع شركاء موثوقين “، على حد تعبير السفير.

 خومانيتس أكد لنا كذلك أن “روسيا تريد فقط احتلال أوكرانيا مرة أخرى. إنها حقيقة بسيطة للغاية. لا نريد أن يتم استعمارنا مرة أخرى من قبل روسيا ، فنحن نواجه إبادة جماعية حقيقية ، وليس لدينا خطط بديلة، الخيار الوحيد هو المقاومة والانتصار في هذه الحرب.

 ويضيف السفير الأوكراني :” نحن نعرف ما تعنيه المجاعة التي يتسبب فيها الإنسان ، فقد واجهتها أوكرانيا بسبب خطأ روسيا في سنتي 1932-1933 ، ومات عدة ملايين من الناس لأن الحزب الشيوعي حاول احتلال الأراضي الأوكرانية. التاريخ يعيد نفسه ، ولدينا نفس الموقف تقريبًا مع روسيا ، الدولة الإرهابية ، التي تريد تقويض استقرار أوكرانيا واستخدام سلاح الجوع. لا نريد أن تعاني الدول الأفريقية كما عانت أوكرانيا وتعاني من العدوان الروسي. ومن هنا جاءت “مبادرة الحبوب لأوكرانيا” لدعم البلدان الأفريقية ومساعدتها بطريقة ملموسة، بدعم من الشركاء الدوليين “.

و يؤكد خومانيتس أنه :”على الرغم من الصعوبات التي تواجهها أوكرانيا ، فإن البلاد تتطلع إلى المستقبل. بدعم من جميع أنحاء العالم ، نفكر ونركز على كيفية إنعاش اقتصاد البلاد. أستطيع أن أقول إن المجتمع الأوكراني يعيش في بُعد آخر غير الروس ، نحن نفكر في عضويتنا المستقبلية في الاتحاد الأوروبي ، في الناتو”. 

 واختتم السفير حوارنا معه بالقول:” لقد حققنا نجاحات في ساحة المعركة ، لكننا ننظم أيضًا منتديات دولية ومناقشات حول كيفية إعادة بناء أوكرانيا وإعادتها إلى المسار الصحيح. هذه إشارة قوية جدًا للجميع ، خاصة للشعب الروسي. بفضل دعم الشركاء الدوليين ، سنعيد بناء الاقتصاد الأوكراني بسرعة كبيرة. ستكون أوكرانيا جديدة تمامًا وحديثة وقوية للغاية ومستقطبة جدا للمستثمرين والسياح الأجانب والطلبة من البلدان الأفريقية”.