صور: ظاهرة غريبة ومحيّرة بمدينة زليتن الليبية.. تسرّب المياه من باطن الأرض يتسبب في غمر عديد المناطق والمنازل

تدرس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة ظاهرة ارتفاع منسوب المياه الجوفية في بلدية زليتن، والتي أدت إلى تسرب المياه من باطن الأرض لتغمر بعض المناطق مما تسبب في نزوح عديد المواطنين من منازلهم.. 

جاء ذلك خلال زيارة تفقدية لوزير الحكم المحلي بدرالدين التومي، الثلاثاء، صحبة وزير الإسكان والتعمير أبوبكر الغاوي ورئيس جهاز تنفيذ مشروعات الإسكان والمرافق محمود عجاج بهدف الوقوف على ظاهرة ارتفاع منسوب المياه الجوفية واتخاذ الإجراءات والتدابير الطارئة لمعالجتها.

واطلع المسؤولون على البرك والمستنقعات بكل من محلة النشيع والمنطرحة، الناجمة عن ارتفاع منسوب المياه، وكذلك الأضرار الناجمة عن هذه الظاهرة، وبحث سبل معالجتها.

وأكد التومي ضرورة مواصلة العمل وتكثيف الجهود في خطة المعالجة الطارئة للظاهرة، من خلال شفط وسحب المياه وضخها في البحر، والتي شرعت بها الوزارة بالتعاون مع شركتي المياه والصرف الصحي وخدمات النظافة مصراته فرع زليتن.

وقالت الوزارة، في بيان عبر صفحتها على «فيسبوك»، إن الفريق التقني يقوم حاليًا بالتوازي مع البحث عن مسببات الظاهرة بإجراء الدراسات اللازمة لوضع الحلول الجذرية والمستدامة للظاهرة بغية حماية المواطنين والبنية التحتية بالمنطقة.

وأعرب التومي عن التزام الحكومة بدعم البلدية في مواجهة هذه الظاهرة، والتعامل مع تداعياتها، مؤكدًا وجود فريق تقني من إدارات النفايات الصلبة والسائلة والإصحاح البيئي والمشروعات بوزارة الحكم المحلي يعمل على إعداد مشروع الصرف الأفقي للتخلص من المياه، بما يضمن عدم تكرار هذه الظاهرة.

وعلى هامش الزيارة، اجتمع مسؤولو حكومة الوحدة الوطنية الموقتة بمقر بلدية زليتن مع عميد البلدية مفتاح احمادي وأعضاء المجلس البلدي ومخاتير المحلات لمناقشة الظاهرة.

وفي مستهل الاجتماع قدم رئيس قسم الجيولوجيا بكلية العلوم زليتن عبدالهادي اشميلة عرضاً مرئياً حول دراسة ظاهرة ارتفاع منسوب المياه الأرضية للخزان الضحل بالبلدية ودراسة الأسباب والحلول.

وتهدف الدراسة إلى التعرف على مناسيب سطح الأرض بالمناطق المتضررة ومناسيب مياه الخزان الضحل، ونوعية المياه وخواصها لا سيما من الناحية الميكروبية وتحديد المواقع الأكثر تضرراً واقتراح الحلول المناسبة.

وأوضح العرض طرق وآليات الدراسة من حيث تحديد عينة لـ60 موقعاً تمثلت في آبار سطحية تخترق الخزان الضحل كعينة تمثل منطقة الدراسة، بالإضافة إلى التوصيات والحلول المقترحة لمعالجة هذه الظاهرة، والتي تمثلت في ضخ المياه الجوفية الضحلة بالمناطق القريبة من مخطط المدينة بغرف مياه الأمطار للاستفادة منها في الاستثمار الزراعي بعد تنقيتها أو طرحها باتجاه البحر، إلى جانب عمل مصارف معلقة رئيسية وأخرى فرعية تمتد من المواقع المتضررة باتجاه البحر، فضلاً عن تنفيذ شبكة الصرف الصحي إلى بقية المخطط غير المنفذ واعتماد مخططات جديدة وتنفيذ خطوط الصرف الصحي لها وتحلية وتنفيذ المياه الجوفية لإعادة تدويرها والاستفادة منها في الاستعمال المنزلي أو الري.

وأكد الوزير في سياق حديثه أن الوزارة ستعمل في عدة مسارات متوازية تتمثل في الاستمرار في عمليات الردم وعمليات شفط المياه أو النزح وعملية مكافحة الحشرات، بالإضافة إلى إعداد المقايسات الفنية اللازمة للبدء في عمليات الصرف الأفقي واستكمال المخططات الحضرية وتنفيذها، فضلاً عن مسار دراسة هذه الظاهرة والبحث عن مسبباتها.